بابل أكثر هاجس عراقي سكن التوراة . وأكثر مكان نسب اليه اليهود انبياء لهم خارج وجودهم البعيد في مصر وفلسطين حيث عاش بها النبي العزير وذي الكفل ع ، وقبلها كانت أور قد سجلت وجودا مكتوبا في التوراة واخر مؤسطر عبر ابراهيم وايوب ع ويقال ان نوح ع ابتدا رحلته من اهوار العراق القريبة من أور .وهناك في ذات المكان العديد من الامكنة يفترض انها ضريح للخضر ع .

بابل اقترنت بالاسكندر ايضا حيث نال منيته فيها بعد اصابته بمرض الكوليرا وليس بعيدا عنها مات بذات المرض اسكندر اخر ( بريطاني الجنسية ) هو الجنرال مود الذي احتل بغداد في 1918.

وبالرغم هذا فأن الحديث عن بابل هو مزيج من الخوف والكهونتية والعمران والشرائع الاولى ولينتهي هذا الحديث بواقع متعب لبابل الحديثة التي هي مجرد شط ينصف الحلة نصفين وتئن مقاهييه على النغم الشهي لصوت سعدي الحلي .فيما حاكمها ( المحافظ ) يمتلئ بالثروات من سحت الفساد ومع الحبربشية المسؤولين.

صورة بابل هي مخيلة روايتي ( بكاؤ مفابر الانكليز في بابل ) الرؤية المقرؤة بمتغيرات وقدر هذا البلاد والتي كتبت عنها الناقدة السورية جينا سلطان في ملحق النهار الادبي البيروتية قولها :

((يحاور الكاتب قارئه ضمن ثنائية الحرب – الشهوة عبر أربعة وجوه ذكورية: بيتر، دانيال، امير وحارس المقبرة؛ تحتفي بالأنوثة وتتدثر بها في ظلال متواليات الحروب التي انتهكت أرض بابل، ابتداء باحتراق مدينة أور القديمة، حتى دخول المارينز بغداد والانكليز البصرة، في إشارة إلى قدر حتّم على العراق ان يكون وطنا لافتراضات الآخرين وعبثهم، مع تساؤل مرير عمّن يكمل للشعب مسيرته ما دام جلجامش قد خدعته افعى. في المقابل تحقق النماذج الأنثوية الترابط الإنساني المفقود في زمن العولمة، سواء من ناحية الاستعانة بالكاتبة الانكليزية فيرجينيا وولف التي استلهمت من وحي الجبهة البعيدة فكرة اعادة صوغ حلم كائنين من عالم لم تبلغه بروحها وجسدها. وهي محاولة حساسة لفتح نافذة استشراقية خاصة، تمهد لوضع تصور جديد لرؤية ما يحدث في هذا العالم. الأنثى المتعبة قررت انهاء حياتها، اذ تكهنت ان الاطار الامبريالي لا يليق بمن تريد بلوغ شجرة الحلم. في المقابل تبرهن هاشمية، زوجة الحارس الأمية، عن موهبة فطرية في حفظ سوناتات شكسبير المدونة على شواهد القبور الانكليزية في مقبرة الكوت. فثمة شيء مشترك تصنعه رصاصة الحرب)).

تلك هي بابل التي يسيل لعاب الغرباء من اجلها حتى يضطروا يتسابقون مع اهل البلاد على نهبها . نها صورة الحزن والاحتلال والنبؤات المظلمة للكهنة هو قدر بابل في كل زمان …

وعليه أشعر ان هذه الرواية الاقرب الى قلبي ….فقد تشكلت فيها رؤيا مصائر البلاد من اول غزو بسيف وحصان الى آخر غزو بمارنيز ودبابة .

وفي المحصلة اكتشف ان بعض المحتلين يتركون قتلاهم في مقابر الاغتراب .وبالتالي هم لايحترمون فقه الشرف العسكري عندما يتمنى الجنود ان تحمل نعوشهم في حروب بلدانهم الاستعمارية لتدفن في مقابر مدنهم . وهم قد يدركون ان بوابات الفردوس لن تستقبل ابدا نعوش الامكنة الغريبة.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *