من صفات الشخصية المتوازنة ، الإحساس بجمال الوجود ، والتناسق بين الاشياء ، وبهذا الإبداع الذي اوجدهُ الصانع العظيم ، بل إن تذوق الجمال ، اينما وجد ، والتفاعل معه ، والتأمل في اشكاله ، باعث على الإبداع والإنطلاق نحو عوالم ممتعة جذابة تضيف للحياة لونها الزاهي …وبدون هذا الإحساس تصبح الحياة مملة رتيبة كئيبة لاطعم لها ، بل إن التأمل في هذا النظام والتناسق الذي اودعه الله تعالى في الأشياء من أسباب تكامل تفكير الإنسان الباحث عن ضالته المتمثلة في رؤية الصورة المثالية الجميلة للوجود ، وبقدر سعينا نحو الإقتراب من هذا الجمال تكون نفوسنا أكثر إشراقاً وتفاعلاً وإبداعاً وإنتاجاً لكل مايثري الحياة بالفكر الراقي ، والعمل النافع ، والأدب الممتع ، والفن الجميل …ولكي يكون الأديب أديباً والمفكر مفكراً والفنان فناناً وكل ذي صناعةٍ مبدعاً ، لابد أن يمتلك إحساساً مرهفا وعقلاً عارفاً بعظمة الخالق ، ودقة صنع الاشياء وإدراكاً يتفاعل مع صفحات الوجود تفاعلاً مؤدياً الى ذلك الإبداع الذي نلحظهُ في مختلف الأعمال الفنية والأدبية والأنشطة الإنسانية المختلفة.. .أما النظرة الجامدة المتخلفة فإنها لاتنتج حاصلاً…لأن الإيمان الحقيقي لايصدر إلا عن قناعة حقيقية بهذا الترتيب والنظام التناسق الذي يحكم الموجودات بفعل التدبير الرباني ، فطوبي لكل فكرٍ سليم ، وسبحان الخالق العظيم .