-1-
تلاوة آيات القرآن الكريم وحفظها يمنح القارئ رصيداً من المعرفة والثقافة، ودراية بتاريخ الامم والشعوب ، فضلاً عن الالمام بالاحكام والمفاهيم ، وامتلاك ناصية البيان العالي .
-2-
كانت الأجيال الماضية تبدأ بتعليم أبنائها القرآن وكان ذلك سببا من اسباب قوتهم اللغوية وقدرتهم الأدبية المتميزة .
وحين ترك الجيل المعاصر من الآباء ذلك دبّ الضعف في ابنائهم وبان الخلل ..
-3-
جاء في التاريخ :
ان المنصور ولّى سليمان بن راشد على الموصل ،
وضمَّ اليه ألفا من العسكر وقال له :
” ضممتُ اليك ألف شيطان تُذِلُ بهم العباد وتملك بهم البلاد “
انّ المنصور من العتاة الجبارين والاّ فما معنى تعبيره عن الرجال الذين أرسلهم لمساعدة سليمان بن راشد بالشياطين ؟
وما معنى :
تُذل بهم العباد ؟
وهل يسوغ للحاكم في الاسلام أنْ يُذل العباد ؟
والمنصور بهذا كشف حقيقة طغيانه وانه ينظر الى مواطنيه كعبيد يسوقهم لطاعة كيفما شاء ..!!
-4-
وبالفعل فقد عاث الشياطين فسادا فضّج الموصليون منهم وبعثوا بشكواهم الى المنصور .
واثر هذه الشكايات كتب المنصور الى سليمان بن راشد .
” أكفرتَ بالنعمة “
فما كان من سليمان إلاّ أن أجابه :
(وما كَفَرَ سليمانُ ولكنّ الشيطان كفروا )
البقرة / 102
وجواب سليمان يكشف عن ثقافته القرآنية التي استطاع معها ان يكون له هذا الجواب البليغ الذي حفظه له التاريخ .
-5-
ونحن نستغرب من كل اولئك الذين وضعوا القرآن على الرفوف وعزفوا عن قراءته أتعس عزوف وأدمنوا على قراءته على الموتى بيـــــــنما هو أقدس كتاب للحياة ..!!