عندما تملكت الكنيسة الكاثوليكية الفرنسية الاراضي الزراعية وزرعت وسوقت نتاجها من المحاصيل الزراعية في السوق تحتم عليها أن تتكيف مع احكام السوق ، وكأي بائع همه الأول والأخير هو الربح ، ولأن الربح لايأتي بسهولة وإنما من خلال الاعيب السوق المعروفة ومكائده وأحكامه لذلك اصطدمت الكنيسة بالمشترين وهم عامة الناس .كان الجدل طبيعي بين البائع والشاري على السعر ، لان البائع يريد ان يربح والمشتري يريد ان ياخذ السلعة بأبخس الاثمان ، لكن منطق الكنيسة وهو المسيطر لانه يمتلك حاجات الناس أصبح يسيطر عليه قوانين العرض والطلب والتحالفات البينية مع التجار لضمان اعلى الاسعار واستخدام المفردات السوقية السائدة في السوق … لذلك نجد القس وكيل الكنيسة في البيع الذي كان عليه ان يتحدث بفضائل الدين أصبح يتحدث عن سعر المنتجات الكنسية ويبين للناس جودة هذه المحاصيل وان خيار الكنيسة لا مثيل له وبيوض دجاجاتها لها نكهة زكية وقد باركها البابا وبالتالي تستحق اعلى الأسعار …

ان هذا المنطق والجدل الذي يدور يومياً بين البائع وهو القس وبين الانسان العادي وهو الشخص البسيط الذي يحاول تدبير قوت عياله أوجد فجوة بين الدين ورجل الدين من جهة والانسان العادي من جهة اخرى ، لان الإنسان البسيط يفهم من الدين ما يتحدث به القس ، وعندما وجد هذا الانسان ان منطق القس يغلب عليه البيع والشراء والأسعار والبيض والدجاج والخيار وان قوت عياله بيد هؤلاء القساوسة اخذ ينظر إلى الدين نظرة اخرى ، واعتقدَ ان بؤس عياله سببه الدين ورجاله لذلك تخلى الانسان عن نظرته التقليدية للدين ، وفقد رجل الدين الهالة التي كانت تكلله … وبالاضافة كما اسلفنا الى تبلور الفجوة بينهما اصبحت هناك مشاكل حقيقية وشخصية وصراعات واحتكاكات وشكاوى من الطرفين امام القضاء ضد بعظهم بسبب الجدل الدائم الذي يدور بينهم يومياً حول الأسعار .لذلك عندما تحرك بعض الشباب الفرنسي لتغيير النظام الحاكم بسلطته ورجال دينه نجد ان كل الناس قد ايدت وباركت وسارعت إلى أبعاد الدين ورجال الدين عن المعترك اليومي في الحياة الفرنسية ، واعتنق الجميع فكرة الإلحاد لتكون بديلاً عن التدين عسى أن تكون هذه الفكرة (الالحاد) حل لمشاكله الحياتية اليومية التي اوجدها رجال الدين ، وهكذا اصبحت فرنسا تؤمن بالالحاد بدلاً عن المسيحية … وعليه هل سيكون الإلحاد في العراق بدل عن الإسلام بعد ان تحولت المؤسسة الدينية إلى تاجر بطاطا … والسؤال الذي يفرض نفسه ، هل إن الحسين (ع) خرج للإصلاح في دين جده وإشاعة الحرية وان يكون رجاله مثل اعلى له وللناس ، أم انه خرج وضحى بنفسه وعياله من اجل ان يكون رجاله تجار خيار وبرتقال .

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *