لم تعد تصريحات وزير المال يةالإسرائيلي زلة لسان ، ولا هي اطلقت بسبب لموقف عربي او فلسطيني ، وإنما في واقعها وحقيقتها تعبير ثابت لموقف إسرائيلي بدأ منذ شامير وكولدامائير ولاينتهي عند نتنياهو، فالاسرائيليون يعتبرون حدودهم ما بعد فلسطين الى الأردن ، لذلك عندما يقول وزير إسرائيلي في حكومة نتنياهو (لاوجود للشعب الفلسطيني والأردن جزء من إسرائيل ) فأنه يعبر عن منطوق وجوهر الكيان الإسرائيلي ، ولكن الشيء الذي لا يعبر عن ذاته ولا حدود موقفه ولا حتى الرغبة في الدفاع عن حقوقه هو الموقف العربي الرسمي .
لقد كانت رسالة وزراء دول الخليج العربي لمصدر القرار الأمريكي ، حول القتل الجماعي الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني وتهديم المدن والاستيلاء عليها من اهم ردود الفعل العربية ، لكنها لا تكفي وليست الوسيلة المثلى أو المقبولة في ردع العدوان والتصدي لمشاريع هذا الكيان الغاصب وحماية المدن الفلسطينية من التهديم والاستيلاء ، كان يتوجب عقد اجتماع طاريء للجامعة العربية واتخاذ موقف جماعي عربي بوقف كل اشكال التطبيع مع هذا الكيان وسحب سفراء مصر والأردن للتشاور وإلغاء التعاملات السياسية والاقتصادية والثقافية والرياضية مع هذا الكيان ، اتخاذ هذا الموقف هو اقل مايمكن ان تتخذه الدول العربية رداً على الاديولوجية الالغائية التي يمارسها هذا الكيان ضد الشعب الفلسطيني ويزحف للسيطرة على الأردن أو يعتبر الأردن جزء من إسرائيل .
العرب ليسوا بحاجة للمزيد من رؤية التطورات العالمية ، فالغرب الذي جعل من إسرائيل قوة غاصبة للأرض واداة عدوانية ضد الشعوب العربية ، لم يعد هو ذات الغرب ، فالتحولات العالمية افرزت اقطاب مقابلة للقطب الأمريكي وأن لم يعلن ذلك ، لكنه اصبح واقع حال بعد التطورات الاقتصادية والتكنلوجية والعلمية والعسكرية التي احدثتها الصين ، ثم الحرب الروسية الاكرونية التي اثبتت عجز الغرب وامريكا من وقف التأثير الروسي في دعم بروز القطبية المتعددة ووقف مشروع التدخل في الشؤون الروسية وإمكانية تحولها الى دولة هامشية ، لذا فشل واسقط المشروع الهادف من جعل أوكرانيا المخلب ضد روسيا وذلك بالرغم من مئات المليارات التي دفعت واطنان الأسلحة التي أرسلها الغرب لكييف ، بالإضافة الى التحولات المهمة لدولة الهند ومنظومة دول اسيا والتطورات المهمة في منطقة الشرق سيما بعد الاتفاق السعودي الإيراني .
ثمة ضرورة للعرب وهم الأقوى في المنطقة اقتصاديا وجغرافيا وجيوسياسي وحتى عسكريا لو اتفقوا أن يتخذوا موقفا يليق بشعوبهم ودولهم وحقوقهم ، فالوضع بعد هذه التطورات العالمية المهمة والاجتماع التاريخي في المملكة العربية السعودية بين الصين والعرب لم يعد قابل للانتظار ، فالقرار عربي ويجب ان يكون بعيدا عن الاملاءات ويستند الى الحقوق العربية في فلسطين ، لذا ثمة ضرورة ان تتبع الرسالة الخليجية لواشنطن حول الممارسات السادية الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني وتصريحات قادة إسرائيل بإلغاء الشعب الفلسطيني من الخارطة والزحف نحو الأردن ، تتبعها خطوات فعلية بدءاً من وقف التطبيع وإلغاء العلاقات الى سحب السفراء الى تقديم الدعم المالي والإعلامي لكفاح الشعب الفلسطيني ومساندة عوائل الشهداء ، هذه المواقف هي الحدود الدنيا مقابل الهجمة الصهيونية الشرسة .