من المفترض ان سنوات الدراسة لها أثر في رفع مستوى الوعي ، وتهذيب السلوك وتنمية الذوق ، وهذا لايحتاج الى طول شرح ، فالأمر بديهي لكل إنسان ، فالمتعلم كلما ارتقى في مراحل الدراسة إزداد إطلاعاً ، وتواصلاً ومواكبةً مع بيئته ومجتمعه وقوانين بلده وعاداته وتقاليده ، بل أن الأمر يتعدى ذلك الى مفهوم أبعد ونظرة اعمق بكون المجتمع ينظر للمتعلم بكونه قدوة وأحد أفراد النخب الإجتماعية.
مما يمنحهُ مركزاً إجتماعياً مقترناً بالتوقير والإحترام ، ولاأدل على ذلك من اسلوب خطاب المجتمع لهُ بكلمات تناسب ماوصل اليه من مستوى علمي كأستاذ أو دكتور أو جناب المهندس أو حضرة المشرف…الخ . ومن المؤكد أن هذه النظرة وهذا المفهوم المتأصل في طبيعتنا الإجتماعية ، تفرض على المتعلم إلتزام بما يفرضهُ وضعهُ الإجتماعي .ماأريد أن أصل إليه بعد الأسطر المتقدمة هو إن ماتشهده بعض حفلات التخرج من ممارسات وتصرفات غير خافية على القاريء الكريم ، ومن يعنيه الأمر لاتليق بمن يمثل أمل المجتمع في إدارة شؤونه في المستقبل ، وفي كل المجالات والإختصاصات ، ومع التأكيد على أن ذلك يحدث في بعض حفلات التخرج ، فهناك حفلات تخرج تُبهج النفس وتُثري المشاعر وتزيدنا فخراً بأبناء يستحقون كل التقدير والإحترام. يؤسفني أن أقول وبمرارة : في بعض حفلات التخرج يتضح المقدار الممتليء والمقدار الفارغ في كل شخصيةٍ من شخصيات الحفل…محبط جداً…أن البعض رغم سنوات الدراسة لازالَ فارغاً.
وفي الوقت الذي نتمنى التوفيق للجميع ، نتمنى ان يرتقى البعض الى المستوى الذي يفرحنا ويجعلنا فخورين ومطمئنين بأن الغد أفضل ، وأن هناك جيل واعد ترنو إليه الآمال نحو الإرتقاء بمسوى بلدنا وخدمة مجتمعنا
تلك إشارة نتمنى أن تجد آذاناً صاغية .