… عندما يتزوج المرء يحاول أن يسابق الزمن لانجاب خِلفةً وأولاد وكل ما يأتي به الله سبحانه في قالب هذا العطاء المبارك ، لسببين أولهما هو التباهي بهم أمام الوجود في تخليد ذكرى الأبوين عبر الزمن والسبب الآخر هو ضمان لحياتهما القادمة التي سيشيخان فيها حتماً ويعجزان عن مواصلة الدرب ليجدا عندئذ من يعيلهما أو يرفع عنهما قساوة الزمن وضرباته الموجعة .. أن كل الآباء والأمهات يريدون أن يكون لأولادهم مستقبلاً زاهراً مجيداً فيه رفعة وارتقاء ، فيمضون قدماً في التضحية والكفاح لتحقيق رجائهم ، وأول هدف يسعيان اليه هو رغبتهم الشديدة في إكمال أولادهم للدراسة وتشجيعهم على ذلك من أجل الوصول إلى غايتهم ليريحوا ويستريحوا ، أما المتقاعسون من الأولاد والمهملون وأصحاب عدم الرغبة في مواصلة الدراسة فسيدخل الإباء معهم بصراع يومي ترتجف فيه القلوب وتضطرب فيه النفوس وتهوي فيه الأجساد عاجزة يائسة عن مواصلة اللجاجة في التوجيه والتنبيه والتوبيخ في أحيانٍ كثيرة ، لاشك بأن تمرد الابن عن تحقيق رغبة الإباء له تأثير نفسي عنيف على أبويه ، فقد يحاول الآباء مدارات أولادهم على الدوام وتوفير ارقى أنواع الخدمات لهم في العيش الرغيد من اجل إسعادهم وتهيئتهم للدراسة وتمهيد افكارهم لتقبل ماتحويه كتبهم الدراسية من معادلات رياضية معقدة وضعتها وزارة التربية في المناهج الدراسية يصعب على أفكارهم المستحدثة وعقولهم المحدودة من فهمها والتعايش معها ومن هنا يبدء التنافر بين الطالب ودراسته ومن ثم التمرد أخيراً والرغبة في ترك الدروس ومتاعبها والاتجاه نحو مجالات عمل أخرى خارج أجواء الكتب ومشاكلها وطقوسها المتعبة ، ندعوا الإباء الأفاضل أن يعيدوا النظر في مستقبل أبنائهم فهم لم ينجبوهم للعذاب والاضطهاد ويملئون حياتهم بشروط عمل أو دراسة قاسية فليس من المعقول أن يفني الآباء حياتهم في العراك الدائم معهم من اجل حصولهم على شهادات لايكون بمقدور أبنائهم الفكري أن يصلوا اليها مهما تهيئت لهم سبل العيش الرغيد والطرق المفروشة بالزهور فمن الصحيح أن يفسحوا المجال لأبنائهم في مجالات أخرى فقد يبدعوا في العمل الحر مثلاً ويستطيعوا أن يبنوا لحياتهم أرصدة مالية تعينهم في مستقبلهم القادم أو هناك من يفلح في الموسيقى ليصبح عازفاً تتلقفه الفرق الموسيقية وتمنحه أي دولة لجوء إنساني بلا قيود أو شروط أو يكون رياضياً يشار اليه بالبنان وهناك من تكون لديه رغبة كبيرة في العمل بمجالات أخرى يجد فيها طريق مستقبله مفتوحاً يحقق رغبته ويعلو شأنه ويعز مقداره .

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *