قد‭ ‬يبدو‭ ‬عنوان‭ ‬المقال‭ ‬متناقضاً‭ ‬في‭ ‬ذاته‭! ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬لحقوق‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬غير‭ ‬قانونية‭! ‬واذا‭ ‬كانت‭ ‬فعلاً‭ ‬غير‭ ‬قانونية،‭ ‬فكيف‭ ‬نسميها‭ ‬بالحقوق‭ ‬اذن؟

أطرح‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬منبهاً‭ ‬الى‭ ‬أنني‭ ‬لست‭ ‬حقوقياً‭ ‬أو‭ ‬قانونياً،‭ ‬وهي‭ ‬تسميات‭ ‬شهدناها‭ ‬في‭ ‬تغيير‭ ‬اسم‭ ‬كلية‭ ‬الحقوق‭ ‬الى‭ ‬كلية‭ ‬القانون،‭ ‬وغالباً‭ ‬ما‭ ‬جمعت‭ ‬معها‭ ‬السياسة‭ ‬فأصبح‭ ‬اسمها‭ ‬كلية‭ ‬القانون‭ ‬والسياسة،‭ ‬وفي‭ ‬ذلك‭ ‬دلالة‭.‬

نعم،‭ ‬إنه‭ ‬واقع‭ ‬أن‭ ‬يختلف‭ ‬الحق‭ ‬عن‭ ‬القانون،‭ ‬بتعبير‭ ‬آخر‭: ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬الحقوق‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يفسرها‭ ‬القانون‭ ‬كحقوق‭!‬

كيف؟

هناك‭ ‬قول‭ ‬شائع،‭ ‬سمعناه‭ ‬ونردده،‭ ‬يقول‭: ‬القانون‭ ‬أعمى‭! ‬كم‭ ‬كنا‭ ‬تأثرنا‭ ‬ونحن‭ ‬نتابع‭ ‬أفلاماً‭ ‬مصرية‭ ‬أو‭ ‬هندية‭ ‬وهي‭ ‬تعرض‭ ‬لمآس‭ ‬إنسانية‭ ‬وقف‭ ‬خلفها‭ ‬القانون‭ ‬في‭ ‬أحكامه،‭ ‬وذرفنا‭ ‬الدموع‭ ‬حزناً‭ ‬على‭ ‬أحكام‭ ‬“جائرة”‭ ‬راح‭ ‬ضحيتها‭ ‬أبرياء‭ ‬ونحن‭ ‬خارجين‭ ‬من‭ ‬صالات‭ ‬العرض‭ ‬بسبب‭ ‬عمى‭ ‬نصوص‭ ‬القانون‭ ‬ومواده‭ ‬الجامدة‭.‬

المشرعون‭ ‬بشر،‭ ‬ذهبوا‭ ‬الى‭ ‬امهات‭ ‬الشرائع‭ ‬والدساتير‭ ‬والأعراف‭ ‬ينهلون‭ ‬منها‭ ‬النصوص‭ ‬والمواد‭ ‬ويجتهدون‭ ‬في‭ ‬تسطير‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬ضبط‭ ‬علاقات‭ ‬والتزامات‭ ‬البعض‭ ‬تجاه‭ ‬غيرهم‭ ‬أو‭ ‬تجاه‭ ‬دولهم‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬آلهتهم‭ ‬في‭ ‬حياتهم‭ ‬المختلفة‭.‬

من‭ ‬المضحكات‭ ‬المبكيات‭ ‬في‭ ‬مجتمعنا‭ ‬العراقي،‭ ‬مثلاً،‭ ‬أن‭ ‬تواجهك‭ ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬كثيرة‭ ‬عبارة‭: ‬الجميع‭ ‬متساوون‭ ‬أمام‭ ‬القانون‭! ‬لكنك‭ ‬تعيش‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬ما‭ ‬يكذب‭ ‬ذلك‭ ‬كثيراً‭ ‬كثيراً‭! ‬ففي‭ ‬الزمن‭ (‬س‭) ‬كان‭ ‬للمواطن‭ (‬ص‭) ‬حقوقاً‭ ‬غير‭ ‬حقوقك،‭ ‬رغم‭ ‬مساواة‭ ‬القوانين‭ ‬السائدة‭. ‬واليوم‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬هناك‭ ‬حقوقاً‭ ‬لست‭ ‬من‭ ‬أهل‭ ‬بيتها‭! ‬ولست‭ ‬من‭ ‬عرقها‭ ‬أو‭ ‬طائفتها‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬حزبها‭.‬

من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬فإن‭ ‬مواد‭ ‬القانون‭ ‬هي‭ ‬الأخرى‭ ‬محددة‭ ‬الأبعاد‭ ‬في‭ ‬شموليتها‭ ‬وتفسيراتها‭ ‬وبراعة‭ ‬مفسريها‭ ‬أو‭ ‬خبث‭ ‬الحاكمين‭ ‬بها‭. ‬فالمادة‭ ‬‮٤‬‭ ‬إرهاب‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬يعاني‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬تبعاتها،‭ ‬ولا‭ ‬يجري‭ ‬تفسيرها‭ ‬الا‭ ‬وفق‭ ‬“دفاتر”‭ ‬حل‭ ‬رموزها‭!!‬

بقي‭ ‬أن‭ ‬أشير‭ ‬الى‭ ‬ما‭ ‬يقع‭ ‬فيه‭ ‬بعض‭ ‬القضاة،‭ ‬أو‭ ‬يلتزموا‭ ‬به،‭ ‬من‭ ‬نصوص‭ ‬عمياء‭ ‬تتدحرج‭ ‬على‭ ‬سكك‭ ‬حديدية‭ ‬لا‭ ‬تحيد‭ ‬عنها‭ ‬في‭ ‬نصية‭ ‬صنمية‭ ‬تنفي‭ ‬احكام‭ ‬الضمائر‭ ‬والقلوب‭ ‬وحتى‭ ‬المنطق‭ ‬أحياناً

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *