ثمة بائعو بطولات هوائية، يدّعون ما لم يفعلوا، محيطين الأدعاء بمقومات الفعل.. لفظاً وليس إنجازاً، فيتوهم السامع رؤيته لما ليس له وجوداً! فالطب مهنة إنسانية لا تحتمل خطاً، لكن ساء ما يفعل أطباء ادعياء ونظرائهم، ممن تحسب لهم منجزات لا وجود لها ولم يقدموها فعلياً، إلا أنهم يسيطرون على حواس وخيال المتلقي؛ فتتجسد في عقول الآخرين؛ الذين يسفحون ذواتهم ملبين للبطل الوهمي ما يشاء من رد جميل لم يؤته فعلاً.
لطال ما كتبوا عن العمل المهني والإنساني، في ميادين الحياة كافة، مخصصين العلاقة بين الطب وجوانب الوجود الأخرى، لكن من ممن كتبوا أو إستحسنوا ما يكتبون، أقدم على تفعيل تنظيراته، مقتدياً بحكمة الإمام الحسن بن علي بن ابي طالب.. عليهما السلام: “حري بالمرء قائلاً فاعلاً”. ومن ممن تحدثوا عن الإيمان بالله والولاء للوطن وخدمة الناس.. طبياً، إتقى الله وراعى العباد في العمل الطبي؟ سؤال تمنيت ممن أطالوا الحديث عن النزاهة وهم حماة المفسدين، أن يجيبوا عليه.
فالقاص الروسي فاديم شيفنر، يقول في روايته اللغز المغلق: “بنظرة دهاء ودعابة خفيفة وضحكة رنانة، إستقبلني في منزله، فأنساني ما جئت من أجله “إستعادة نقودي التي إستدانها مني وفات موعد السداد” ولم يكتفِ بالإلتفاف على مقدمي، بل إستمالني لتحقيق مآرب أخرى ما كنت لأوافقه عليها لو لم يهيمن على عقلي”.
فهناك من يهيمن على السامعين بوعود ناكثة لحظة قطعها وعهود متنصل منها عند إبرامها، يئد ما يحيي ويميت ما يلد! فإجتنبوهم.