من منا لم يسمع ويرى الامكانيات الفنية واللوجستية والبنى التحتية التي انشأت والاموال التي تم رصدها لانجاح بطولة كأس العالم في الدوحة، ومن منا لم يشاهد ماحققته البطولة من انعكاسات ايجابية وارباح في مختلف المجالات ، واهما الارباح المعنوية والسمعة الدولية من خلال تقديم افضل الانجازات لكسر التحديات للبقاء والمحافظة على مركزها في الريادة وصدارة النفوذ العربي والاقليمي ، الذي تحلم بالوصول اليه اي دولة من دول العالم لغرض ابراز مكانتها الحقيقية للانتقال من المحلية الى العالمية وعلى كافة المستويات.
دولة صغيرة بمساحتها البالغة ١١.٤٣٧ الف كيلو متر مربع لكنها كبيرة بإمكانياتها ، استطاعت مواكبة تجارب العالم المتقدم وارتقت بسياستها الخارجية الى مصافي المجتمعات المتحضرة ، لتحافظ اليوم على سيادتها وتبعد اخطار وشرار التحديات والمؤامرات التي تشوب، دولة لا يتعدى عدد سكانها اكثر من ٣٨٠ الف نسمة لكنها حققت طفرات نوعية في مجال الاقتصاد والسياسة وثقل واضح في القرارات الدولية تتميز بها بين دول المنطقة ، وخصوصاً مرونة التحالفات الدولية ودخولها الى صدارة الصناديق السيادية في المنطقة بمايقارب ٤٥٠ مليار دولار في عام ٢٠٢٢ .
السير بخطى حثيثة لرفع مكانة وجودة السمعة الدولية لاي دولة ، ستكون كافية لتحقيق سلسلة من الوثبات الاقتصادية الواقعية والعملاقة ،تنجح من خلالها بعملية استقطاب للمستثمرين ورؤوس الاموال والطاقات البشرية والكفاءات العلمية التي تحقق طفرات نوعية في جميع مشاريع التنمية والاعمار، فتكون بوابة فولاذية لتحالفات استراتيجية لتعزيز الشراكة والتعاون تفتح على مصراعيها ، وهذا ما ذهبت اليه قطر في وصولها الى اهم هدف وحدث عالمي تتمنى اي دولة تحقيقه ، وجعل دول العالم تتنافس لغرض ايجاد موطئ قدم لها للوقوف على عتبة الصعود لهذه النقطة المحورية ،التي تعد لبنة الازدهار الاقتصادي الذي يجنب الدول تداعيات اي ازمة عالمية ربما تعصف بها، نحن بأمس الحاجة الى الدعم من قبل جميع دول العالم بصورة عامة ودول الخليج العربي تحديداً ، بعد ان اصبح العراق اليوم مهيئاً جداً للانفتاح على الجميع دون استثناء ، بعد ان لمسنا بشكل واضح ردود الافعال الايجابية التي تحققت من خليجي ٢٥ ،وكيف اظهر الاعلام الخليجي عموماً والقطري خصوصاً الوجه الوضاء للعراق وكرم وضيافة شعبه وثقافته الاصيلة التي هي جزء لا يتجزء من ثقافات الشعوب العربية،متجهاً باولى خطوات اعادته الى المسار الصحيح ليضع بصمة التحوّل الجديدة لتاريخ العراق الحديث .
انتهى ..
خارج النص / كأس العالم في قطر وكأس الخليج العربي في العراق يعدان اهم حدثين في عام ٢٠٢٣.