السفيرة الأمريكية في بغداد ألينا رومانوسكي كثيرة الحركة رغم سنها المتقدم، هي تلتقي بزعامات عراقية ومسؤولين ووزراء ومثقفين وناشطين وفعاليات مجتمعية. والعبارة الشهيرة التي تطلقها عقب كل لقاء مع مسؤول عراقي : إن واشنطن مستعدة لتقديم العون للعراق في هذا المجال، وفي ذاك المجال، وتقول لكل وزير تلتقيه: إن الشركات الأمريكية مستعدة لتقديم العون في مجال عمل الوزارة إذا كان في قطاع الصناعة، أو الزراعة أو الكهرباء حبيبة العراقيين التي تتغنج وتتدلل عليهم وتأتي وتغادر دون إذن وياويلهم وسواد ليلهم لو قالوا لها: رايحة فين وجاية منين يابنت؟
المسؤولون العراقيون كانوا ولفترة يتنافسون على المكاسب فقط، بينما كان تجار المولدات وقطع غيار الكهرباء يتنعمون بتجارتهم التي تدر عليهم الملايين من الدولارات وهم يرون الشعب الذي ينتمون له يتضور حرا وقرفا من الحال التي وصل إليها، ولم نشهد تغييرا يشعرنا بالطمأنينة التي نريد خاصة وإن مشاريع عديدة، وربما لاحصر لها كانت مهملة ومتلكئة، والقائمون عليها ينتفعون من أموالها، ويتركونها على قارعة النسيان، وربما تحركت فينا مشاعر الأمل حين نتابع هذه الأيام الهمة التي عليها الحكومة في تفعيل المشاريع الكبيرة، والبدء بمشاريع جديدة، وتحديد أي مشروع فيه شيء من التلكؤ والتأخير لإنجازه، والعمل على إكمال نواقصه، يرافق ذلك إستقرار سياسي وأمني وتفاهمات محلية وخارجية عادت على العراق بباقة ٱمال مزهرة ومونقة.
السفيرة الأمريكية في العراق تحتاج ونحتاج معها الى دور مختلف يجعل من الشراكة الإستراتيجية بين واشنطن وبغداد واقعا ملموسا في مجال البنية التحتية الأساسية، وقطاعات الزراعة والصناعة والكهرباء والبحث والتطوير والتجارة، وإنشاء مراكز بحثية بالتعاون مع الجامعات العراقية، وتدريب الكوادر الفنية في مجالات مختلفة، لنغادر سنوات القحط والجفاف، ونشرع في بناء المشاريع الكبرى، فالعراق واعد في كل شيء، والإستثمار فيه لا يقتصر على مجال بعينه، بل هو بيئة مفتوحة لكل مشروع وعمل وبناء ولايتوقف ذلك عند حد لنبدأ مرحلة الصعود الى القمة ونكون جزءا من المجموعة الدولية التي تتسابق على البناء والتطوير والإبتكار والسير نحو المستقبل بخطى واثقة.
نحن ياسيدة ألينا بحاجة الى تحويل الكلام الى أفعال.