من منكم سادتي القراء لم يرصد التدافع الكبير من قبل المسؤولين للجلوس في الصف الاول في المناسبات العامة وبالاخص المؤتمرات والندوات المختلفة .وكم من الوقت تقضيه الجهة التي تقيم المناسبة لحجز المقاعد حسب التسلسلات الوظيفيةلتضع علامة (محجوز )،، ومنهم من يظطر ان يخصص موظفين للحجز لكي لايشغل المكان !!هذه العادة باتت سائدة وموروثه منذ القدم (ثقافة ) تحت بند البروتوكول والاتيكيت ،،لكن الغريب في الامر ان قسماً من المسؤولين يصل به الغضب والزعل الى حد ترك المؤتمر او المناسبة لمجرد عدم حصوله على مقعد في الصف الاول! .اسوق لكم هذه الاحجية عبر تسلسل زمني وكما تحضرني وتسعفني به الذاكرةً.اعتدت منذ امتهاني للصحافة منتصف السبعينات ان اختار مكاناً (مقعداً ) في الصف الاخير من القاعة او الصف الذي قبله في اغلب المناسبات الرسمية .،، والسبب لاتمكن من رصد كل الوقائع التي تدور في المؤتمر

وتغنيني عن دمار الرقبة في حال متابعة احاديث ومداخلات المشاركين الجالسين في المقاعد الاخيرة .وفي العام 2012 كنت ضمن الوفد الصحافي الى منتدى الاعلامي العربي السنوي الذي يعقد بدبي في دولة الامارات العربية وكان من بين الوفدايضاً الزميل الاستاذ الدكتور احمد عبد المجيد رئيس تحرير الزمان (للشهادة والاستذكار على المناسبة .

دعوة كريمة

وكانت مشاركتنا في حينها بدعوة كريمة من رئيس شركة نفط الهلال الاماراتية الاستاذ حميد ضياء جعفر باعتبار شركته راعية ذهبية في المؤتمر وكان يرافقنا الزميل الدكتور خالد الهيتي المدير العام العلاقات للشركة في حينها .وعلى عادتي فقد اتخذت مقعداً في الصف الاخير من القاعة في اول محاضرة في احدى القاعات الفارهة للمؤتمرات للرصد والمتابعة بشكل مريح وسيطرة تامة على تدوين الملاحظات .بعد مرور نصف ساعة من جلسة العمل الاولى للموتمر جلس الى يميني شخصية اماراتية وبرفقته شخص اخر دون ان انتبه اليهما لتركيزي على البحث المقدم من احد كبار الاعلاميين العرب ..استمرت المحاضرة لمدة ساعة ونصف وبدات المناقشات وصادف ان رفع اختيار مدير ادارة الجلسة على احد الشخصين الذين جلسا الى جانبي بعد ان طلب من مدير الجلسة الاذن للحديث والمداخلة وما ان وصل دوره للحديث حتى قال مدير الجلسة اتفضل سمو الامير لك الدور! .التفت الى جليسي لأتقط وادون مداخلته فتفاجات واذا بالمتحدث سمو الامير محمد ابن راشدال مكتوم حاكم امارة دبي وكان تسلساه الخامس بين المعقبين والمتحدثين ،وكالعادة رصد صحفي ثمين اين الغرابه في الامر ؟حقيقة ذهلت لحظتها وتسالت مع نفسي معقولة ان امير البلاد يجلس في اخر مقاعد القاعة ؟ظلت الفكرة والسؤال يراودني حين اقارن ما يحدث لدينا في العراق واقصد ثقافة الصف الاول المغروسة في نفوسنا،،و لو كان مسؤولاً في العراق بمستوى رئيس الدولة يدخل القاعة لوقف الجميع اجلالاً ولتعالات كلمات الترحيب والتصفيق واعيد النشيد الوطني ولامتلات القاعة بالحمايات ،،فيمادخل الامير بمفردة وصحبة شخص واحد يمكن صديقه او قريبه او حمايته دون ضجيج .وللمقارنة ففي العام 2015نظمت رابطة المصارف العراقية بالتعاون مع جريدة الصباح ملثقاً اعلامياً في فندق بابل وصادف ان قدم احد المسؤولين متاخراً عن وقت الافتتاح حيث بدات مراسيم الملتقى بجدول الاعمال فلم يحصل ذلك المسؤل على مقعد في الصف الاول فما كان منه الاان يغضب ويزعل خارجاً من القاعة تاركاً الملتقى واحرج الرعاة كونه لم يرضى الجلوس في الصف الثاني من القاعة .اذكر ايضاً قديماً في المدارس الابتدائية كان المعلم مرشد الصف يختار الطلبة حسب درجة الذكاء لتنظيم الجلوس في قاعة الدرس فيخصص الصف الاول للطلبة الاقل ذكائاً لكي يكون التركيز عليهم وقريبين من الصبورة والمعلم

ليفتهم الدوس والشطار تخصص لهم المقاعد الخلفية مع الاخذ بنظر الاعتبار

اطوال التلاميذ فتنتظم القاعة على هذا النحو .الحكمة في هذه الومضة هو ان الصف الاول ليس بالضرورة لتميز المسؤول عن سواه من المشاركين..فالتواضع ما اجمله بقبول اي مكان خالي في حال تاخرك عن وقت بداية المناسبة هذا المقارنة الم تؤكد حقيقة ان ثقافة الصف الاول(عقدة ) باتت تكريس للعقد والتخلف افتونا بربكم .

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *