نيسان 2003

كان ذلك، عام1986 كنت في زيارة للبصرة. وقتها كانت الحدود الشرقية للعراق ملتهبة. وكلما القي فيها تصيح : هل من مزيد ؟!. وقد عبر البصري ابو محمد ، واصفاً الحالة شرقاً بقوله : كانت المدافع تربد ربد ؟!. على ضفة نهر العشار التقيتُها. كانت البصرية ام علي ، تفترش الارض ، وامامها مجموعة من الصحف.. اقتربتُ منها. وبعد التحايا باتجاهين سألتها عن عملها. قالت : زوجي بايع جرايد. والان قعيد البيت. فمارستُ العمل بدله. عدنه اطفال. سألتها : تعيشون من هذا العمل ؟. اجابت ، بلهجة بصرية محببة : يُمه .. جدر الحكومة چبير. كلنه ناكل منّه؟!. منذ سنوات ، زرت البصرة. سالت عن المكتبية ، بائعة الجرايد ام علي. اعلموني الخبر المحزن. لقد انتقلت الى جوار ربها. رحمها الله.

•••
البارحة ، بعد الافطار ، كنا في تجوال في شارع الفراهيدي الثقافي في البصرة. ويماثل شارع المتنبي في بغداد . فعاليات متنوعة يشهدها الشارع. الثقافة وما يتصل بها. كنا بمصاحبة ودلالة الصحفية البصرية الصديقة نهرى المرجان. وساعود الى فعاليات الشارع بالتفصيل. قبل انتهاء تجوالنا ، وقد تعدت الساعة الثانية عشر ليلاً ، توقفت بنا الصديقة نهرى ، امام ما يمكن ان نسميه : المطبخ ، او المطعم البصري المفتوح. قدور من الدولمة. صحون من الحلويات. لفت انتباهي سيدة ضمن العاملين في هذا المطبخ. تقف تبيع .هي وابنها. اقتربتُ منها لاسالها عن عملها. قالت ان زوجها حارس. ولديهم ثمانية اطفال ومن هذا العمل يعيشون. عرضت عليها ان التقط صورة معها وابنها علي. .فلم تمانع . اعلمتها باني سانشرها في صفحتي وفي الجرائد..فلم تمانع ايضاً. سالتها : هل يستمر عملها ببيع الدولمة والحلويات بعد رمضان. قالت سنستمر بعد رمضان. ولكن يومي الجمعة والسبت فقط. اضافة الى انني اجهز البيوت بناء على طلب. احسنت ام علاوي. وهذه هي الصورة.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *