بعد سنوات من الديمقراطية الهجينة او المبسترة او المؤجندة … التي جائت مع دبابات الاحتلال تفترس قواعد المدنية التقليدية التي اعتادها وتعايش معها الشعب العراقي لسنوات وعقود وربما لقرون خلت .. وبمعزل عن نوعية النظام السياسي القائم آنذاك .. لكن ثمة توافق نوعي وآصرة ترابطية فرضت نفسها بين الشرائح ومختلف الشرائع .. وبرغم التشريعات الظرفية التي عاشوها بقساوة ، الا ان التخريم الحاصل – بعد سنوات الاحتلال والإرهاب والفساد – في النسيج الاجتماع حد الانقلاب والانفلات … شجع على طرح عدد من الأسئلة بعضها فكري واخر سياسي وبعضه امني … بل وحتى ايديلوجي مس العقيدة جراء ما عاناه الوجدان من اذى ووجع روحي خشية الوقوع في المنزلقات الخطيرة التي جادة بها الأيام عليهم سيما بجلد الاستغلال الديني والعقائدي والوطني الذي لهب ظهورهم وجباهمم … سيما ما نتج جراء ترويج ثقافة الانحطاط والتفاهة … حتى غدا عصي عليهم التفريق بين القيم والرموز الاصيلة او تلك الصنيعة الكارتونية المسوقة لهم بانواع الفن التقني والاجنداتي الخطير ..
بعد ستة اشهر من استلام حكومة التوافق الوطني او بالأحرى الظرف السياسي والواقع الدولي … التي افضت الی حكومة السيد محمد شياع السوداني المحترم … وما رافق ذلك من اتفاقات علنية او سرية تقتضيها المصلحة العامة وتحت عنوان ( توافق بناء الدولة ) .. كمصطلح جميل جديد قد يفضي الى زعزعة فقدان الثقة للمواطن العراقي على صعيد التشريع والانتخاب والتطبيق ان لم يتحقق منها شيء يحس تماس المواطن .. وهذا صلب ما ذهب اليه السيد السوداني مؤخرا حول ضرورة وجدوی اعادة ثقة المواطن بحكومته … خاصة بعد ما شهدته الانتخابات الاخيرة والساحة السياسية من احداث سلبية ونعرات حزبية جاءت متطابقة مع نسب المشاركة والتصويت المتدني كحالة رفض وتعبير عما ينبغي البحث فيه عن مخرجات احدث .
بعد تلك المدة القصيرة .. ما زالت الامال قائمة والعيون شاخصة تبحث عن إمكانية وجود فانوس سحري من بين انقاض ومخلفات القمامة التي اضطر ان يتعايش مع ظنكها المواطن .. اذ ان الحكومة قد ورثت كم هائل من المخلفات والمشكلات التي تحتاج الوقت الكافي للمعالجة .. العلة تكمن بان المواطن للأسف لم تعد لديه الثقة ولا متسع من الوقت لاجراء التجارب عليه وهنا تكمن علية ازمة ينبغي وعيها فضلا عن تداركها من السيد السوداني ..
ذلك كله وجله وبعض فضفضاته في صدور عراقية قحية لم تغادر الميدان ولن تتخل عن الواجب والاحساس المسؤول ولم تيئس من نهوض حضارة اور وبابل وسومر ودار السلام من جديد ..
لذا فاننا ماضون عازمون على التطلع حد التمكين مع ضرورة شد اليد ودعم الكلمة وتوحيد الجهود لعلنا ان نرى نتائج فورية – باقل تقدير – على هامش الإجراءات واليوميات التي تمس صميم حياة الموطن وهي عديدة ومتباينة ولا يمكن حصرها في زاوية واحدة برغم كون اغلب الاحتياجات الإنسانية للمواطنين هي ملحة وتحتاج الى ملح وسكر … بطعم الحياة لا بتذوق طعامه .