جوناثان جاكوب مايجر موسيقي هولندي يبلغ من العمر 41 عاماً، مهووس بالتبرع بـ(حيواناته المنوية)، حيث ضلل مئات النساء عن طريق تبرعه بـ(سائله المنوي) لهن عبر العشرات من مراكز التبرع بالسائل المنوي، إذ أن لديه تعامل رسمي عبر الانترنيت، وقدرة وصول عالمية مصرح بها للعشرات من (بنوك الحيوانات المنوية الدولية الكبيرة)، وسواها ذلك من المؤسسات المعنية بالامر، حتى تمكن عبر عرض خدماته في المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي تمكن من إنجاب (550 طفلا) حول العالم! .
ورغم ان السلطات الهولندية تسمح للشخص بالتبرع لـ(25) مرة فقط، إلا ان (جوناثان) تمكن عبر استخدامه الحيل والكذب من تضليل العديد من النساء ومراكز التبرع وبنوك الحيوانات المنوية في هولندا والدنمارك وأوكرانيا ومناطق أخرى في العالم، حتى بات أكثر شخص له أبناء في العالم والتاريخ.
تصوروا ، شخص واحد بما لديه من صفات جسمانية، او خصال وامراض نفسية ربما، وامراض وراثية، استطاع ان ينجب (550 طفلا) كلهم يحملون جيناته وصفاته وربما امراضه النفسية او الجسدية.
الى أي مدى وصلت هشاشة المجتمعات الغربية التي تبيح للأشخاص بالتبرع بسائلهم المنوي لعوائل (أب وأم) محرومين من الذرية، فيتبرع (جوناثان) هذا بحيواناته المنوية ليخصب بها بويضات (تلك الأمهات) المحرومات من الذرية ليكون هو أبا لأبنائهن المستقبليين، وليكون أزواج (تلك النسوة) (فزاعات، أو خراعة خضره على حد تعبير عاميتنا).
تصوروا، جوناثان الهولندي هذا ، بات أباً لـ(550 طفلا) في هولندا والدنمارك واوكرانيا وبلدان أخرى، يعني هؤلاء الأبناء الـ(550) كلهم أخوة الآن في حسابات الانساب الحقيقية، وكلهم أبناء نسبيين لـ(جوناثان) هذا، والمفروض أنهم يرثوه في الحسابات الالهية.. انظروا مدى خطورة هذا الامر، فلو كان (جوناثان) مريضا بمرضٍ جسماني وراثي، فسينشر مرضه هذا بين أبنائه الـ(550) هؤلاء، ولو كان مريضا بمرض نفساني وراثي، فسيكون هؤلاء الـ(550) ابناً كلهم يرثون هذا المرض النفساني من ابيهم. تصوروا سيكبر هؤلاء الاخوة الـ(550) أبناء (جوناثان) هذا، ليعرفوا فيما بعد، انهم كلهم أخوة من صلبٍ واحد، وأنهم عائلة عظيمة منتشرة في هولندا والدنمارك وأوكرانيا وبلدان عدة أخرى، ما هي الحالة النفسية لهؤلاء الأبناء في مدارسهم واثناء لعبهم وفي أوساط مجتمعاتهم بعد ان يكبروا، مهزلة بشرية عظمى حقاً !.
الى أي مدى وصلت هشاشة المجتمعات الغربية، وقوانينها الوضعية، التي تبيح تخصيب العوائل المحرومة من الذرية من (حيامن) أناس غرباء عن تلك العوائل، وتكون بويضات الأمهات عندهم نهباً للتخصيب من (الحيوانات المنوية) لكل من هَبَّ ودَبَّ، ولكل الـ(الجوناثانات)! في العالم.
مجتمعات هزيلة، وقوانين اكثر هزالة، ولا يليق بها وصف سوى انها مجتمعات (هشة) و(منهارة)، ومثل هذه الانكشافات في البنية المجتمعية الغربية تكاد تكون الشرارات الأخيرة التي ستشعل الحريق الكبير الأخير في (مجتمعات القش) هذه، والتي كانت أباحت (الإجهاض) منذ الستينيات، وأباحت تلك المجتمعات بإقامة العلاقات الجنسية خارج اطار الزواج (بوي فريند / الزنا) منذ عقود مديدة، حتى انتهى بها المطاف بأن تبيح (المثليّة الجنسية) بأنْ يتزوج الرجل الرجل، والمرأة المرأة بصورة قانونية، ليشكل ذلك الاسفين الأخير في جسد المجتمع الغربي، ويطيح بالاسر الغربية بالضربة القاضية، فباتت مجتمعاتهم (مجتمعات ميتة) تعاني الشيخوخة لقلة نسب الانجاب، وباتوا يستعيضون عن قلة الانجاب لديهم بفتح أبواب الهجرة، ليسدوا النقص لديهم من المجتمعات الاسيوية والافريقية والشرق أوسطية بغية تجديد الدماء في مجتمعاتهم الخاوية، واسرهم المنهارة، ناهيك عن ضياع الانساب لديهم بصور مهولة.
صحيح ان القضاء الهولندي شرع بمقاضاة (جوناثان) هذا لانه تجاوز العدد المسموح به بمرات التبرع بسائله المنوي والمحددة بـ(25) مرة فقط، حيث وصل رقم عدد تبرعاته الى (550) مرة تبرع، بعد ان احتال وكذب على مئات الأمهات الراغبات بالحصول على حيوانات منوية من متبرعين، إلا ان إجراءات القضاء الهولندي تكشف عن مدى هشاشة القضاء الوضعي لديهم، ومدى الانهزامية في القيم الأخلاقية في تلك المجتمعات الخاوية، حتى فقدت كل المعايير الشرفية والأخلاقية من الاسرة والمجتمع عندهم، وحتى نضحت جميع نصوص النواميس الإنسانية من منظومتهم الأخلاقية، فخلت من أية إلتزامات دينية أو عقائدية، فباتت موضوعة (النسب) و(الابوة النسبية) و(الأمومة النسبية) آخر ما ينظر اليه هناك، ولايأبه لها أحد.
قال الباري في سورة الاسراء ﴿ولا تَقْربُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلا﴾، حيث سد الأبواب امام اية محاولات لاختلاط الانساب لما لها من تبعات عظام وجسام على انهيار الاسرة والمجتمعات الإنسانية كافة. فهل من مُدَّكِر.