نشأت مؤخراً مجموعة من المفكرين الطائفيين ممن خطفوا الأضواء وتقدموا الصفوف وصفق لهم بعض المغفلين , وقد تميز هؤلاء المثقفون الجدد بقدرة هائلة على إثارة التعصب الطائفي وتأجيج الكراهية المذهبية والعوة إلى بالناس الى العصور الإسلامية الأولى تكفير الطرف الأخر إلى حدّ الدعوة إلى سفك الدماء والقتل الجماعي .
وقد استطاعوا نشر سمومهم الفكرية عبر محطات التلفزة وصفحات التواصل الاجتماعي, وانتشرت تلك السموم انتشار النار في الهشيم. وضمن هذا التصور ظهرت هذه الطائفة من المثقفين لتأجيج الفتن والنفخ في لهيب الكراهية الطائفية وجمار التعصب المذهبي. فاحتلت أسماؤهم عرض الصفحات في المواقع الإلكترونية ومقام الأولويات في “مانشيستات” الصحافة الصفراء.
وكما قال المفكر الروسي ( لينين 1870- 1924 م) قولته المشهورة: “المثقفون هم أكثر الناس قدرة على الخيانة، لأنهم أكثرهم قدرة على تبريرها”.
وقد أصبحت الثقافة الطائفية في زمن التمرد القبلي على الدولة وقيم الإسلام الصحيحة التي يبثها أنصاف رجال الدين وبعض الموتورين موضة ثقافية رائجة تستهوي بسطاء الناس وأنصاف المثقفين وتنتعش لها النفوس اليائسة والقلوب البريئة, لقد استطاع فرسان الثقافة الطائفية، وركّاب أمواجها، أن يصبحوا من المعروفين في ميدان الثقافة الطائفية، وأن يأخذوا مكان الشهرة في أروقتها وتضاريس حضورها! وقد امتهن هؤلاء الطامحون موجة الحقد الطائفي كوسيلة للارتقاء الثقافي والتألق الفكري والصعود السياسي. وكما يقول المثل: لكل عصر دولة ورجال وقد انبرى هؤلاء ليمثلوا هذا العصر الطائفي بدولتهم الفكرية ورجولتهم الطائفية فأصبحوا بامتياز أبطال هذا العصر وفرسان زمانه.. وكما قال الفيلسوف الألماني (أرثر شوبنهاور1788- 1860 ) من بين كل مئة شخص يوجد بالكاد شخص واحد يستحق ان تجادله , اما بالنسبة للأخرين فلنتركهم يقولون ما يريدون لان من حق الناس ان يهذوا.
{ كاتب وأعلامي