يواصل منتخب شباب العراق لكرة القدم رحلة الاعداد لبطولة كاس العالم التي ستجري في الارجنتين بعد اقل من شهر ، ويتوقع عدد كبير من المتابعين النجاح له ، واجتياز مجموعته على أقل تقدير ، خاصة بعد ادائه المميز ومردوده النوعي في نهائيات بطولة كاس اسيا التي جرت مؤخرا في اوزبكستان ، عندما جاء ثانيا خلف البطل الاوزبكي .. المتفائلون بمردود منتخب الشباب في نهائات المونديال ، ينطلقون من المعسكر التدريبي للمنتخب في إسبانيا ، الذي عزز بمباريات ودية نوعية ، اهمها امام البرازيل والتي انتهت بالتعادل بهدف لهدف ، ويؤكدون انه كلما دخل المنتخب في معسكر تدريبي جيد ، طويل نسبياً قطف ثمار الاعداد نتائج ايجابية في المنافسات الرسمية التي يخوض غمارها لاحقاً ، ويشيرون الى اعداد المنتخب الاول لاقصائيات بطولة كاس العالم 1986 بالمكسيك ، ومنتخب الشباب لمونديال 1989 ومنتخب الشباب لبطولات اسيا 2000 وكاس شباب العالم 2001 ودورة الالعاب الاولمبية 2004 ومنتخب الشباب لبطولة كاس العالم 2013 في تركيا حيث جاء رابعا ، والمنتخب الاولمبي لدورة الالعاب الاولمبية التي جرت في ريو دي جانيرو 2016 ورغم ان البعض يصف اعداد المنتخب الوطني لبطولة امم اسيا عام 2007 بغير الجيد ، الا ان هذا الرأي تنقصه الموضوعية لان معظم لاعبي المنتخب وقتذاك كانوا ثمار اعداد سبع سنوات متتالية ، تطور وعيهم وخبراتهم كثيراً في مشاركات اسيوية ودولية حيوية جداً ، بدأت بالفوز بكاس شباب اسيا 2000 والمشاركة في كاس شباب العالم بكندا 2001 والفوز بالمركز الرابع دورة الالعاب الاولمبية التي جرت باثينا عام 2004.
خبراء يؤكدون ان الجهد الذي بذله الكابتن عماد محمد والكادر المعاون له في بناء منتخب الشباب الحالي ، هو اكبر بكثير من جهود المدربين الذين تولوا مهام تدريب منتخب الشباب في العقود الاربع الاخيرة ، لان تشكيلات منتخبات الشباب في السابق كانت تضم لاعبين جاهزين لتمثيل المنتخب ، حيث كانوا يلعبون في الخط الاول لفرق انديتهم في دوري الدرجة الاولى (الممتازة حالياً) .. منتخب شباب 1989 على سبيل المثال ، لعب في صفوفه ، ليث حسين ونعيم صدام ووولي كريم و عماد هاشم وسليم حسين وراضي شنيشل كانوا اساسين في فرق انديتهم ، وكذلك الحال بالنسبة لمنتخب الشباب الذي مثلنا في نهائيات بطولة اسيا في ايران عام 2000 حيث كان عماد محمد ونور صبري ونشأت اكرم وهوار ملا محمد وزملائهم الاخرين يلعبون في الخط الاول لفرق انديتهم الزوراء والشرطة والموصل والقوة الجوية ، في حين ان عدد من اعضاء منتخب الشباب الحالي من المحليين ، لا يزالون يكافحون من اجل اللعب في الخط الاول لفرق انديتهم لشوط واحد على اكثر تقدير ، وقد خضعوا لاختبارات عديدة ، قبل ان يتم الاعتماد عليهم كلاعبين في التشكيلة الاساسية للمنتخب ، و شكل اللاعبين (المغتربين) اضافة نوعية للبنية الفنية للمنتخب .. وقبل ان يشتد عود المنتخب ، وينجز مهمة الصعود الى نهائيات بطولة كاس العالم ، واجه الكابتن عماد محمد والكادر المعاون له ، انتقادات قاسية ، بعد مشاركة غير ناجحة في بطولة شباب العرب ، لكن ثقة الاتحاد لم تهتز بادارة وقيادة الكابتن عماد محمد ، ويحسب ذلك للاتحاد والمدرب تحملهما للضغوط التي تعرضا لها.
ما يجعلنا ان نتفائل بنتائج المنتخب في مونديال الشباب هو مستوى الاستعداد ، والاندفاع الواضح للاعبين والكادر التدريبي والاتحاد في اداء واجباتهم ، وعندما يرفع المدرب الواعد عماد محمد سقف طموح العراق الى حد الفوز بكأس العالم عقب التعادل مع منتخب البرازيل ، فهذا يعني ان مستوى الثقة بقدرات لاعبيه في اعلى الدرجات ، ويعني ان منتخب الشباب يتجه الى هدف نوعي ، مؤسس على معطيات ملموسة ، المحافظة عليها وتعزيزها بالمردود الطموح تتطلب المزيد من الاجتهاد ، والعمل المتقن ، واحترام المنافس .. ومن حيث يعلم ، يؤكد مدرب منتخب الشباب ان انجاز المركز الرابع في تركيا 2013 ممكن ان يطور الى الفوز بالبطولة في الارجنين .. نحن في واقع جديد.