شهدت الكرة العراقية في فترات معينة قرارات متخبطة وغير صحيحة صدرت عن القائمين عليها وادت الى تأخرنا عن الركب العالمي مما اثر سلباً على منتخباتنا الوطنية وجعلنا نبتعد لسنوات طويلة عن التواجد والمشاركة بالمونديال ، واكتفينا بدور المتفرج ، وغاب حكامنا عن هذه البطولات للاسباب ذاتها.
وشهد دوري الدرجة الاولى للموسم الحالي الذي قاربت مبارياته على الانتهاء اخطاء وتخبطات وتجاوزات من مختلف الانواع يتحملها الاتحاد العراقي لكرة القدم ولجنة المسابقات ، لانهم لم يكونوا حازمين مع الفرق المشاركة ولم تظهر قوة القانون في اغلب اللقاءات مما جعل المخالف يتمادى الى ما لا نهاية.
تصريح هنا وتهديد هناك من قبل ادارات الاندية بالذهاب الى المحاكم المحلية والدولية وكاننا في حرب مستعرة وليس تنافس شريف في مباريات لكرة القدم .
تحول الامر الى نزاع بين المحافظات والمناطق وكاننا لا نعيش في وطن واحد اسمه العراق ، ونريد ان نخرج الرياضة من اطارها التنافسي الشريف الى حلبة لصراع المحافظات والمناطق.
وهنا نذكر ان الاتحاد العراقي لكرة القدم نظم بطولات الدوري المحلي وفق درجات اربعة في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي ، وان النادي الذي كان يرغب بالتواجد بدوري الدرجة الاولى او الممتاز كان عليه ان يخوض منافسات شرسة بالدرجات الاربعة والفوز بها وصولاً للدوري الممتاز ، وان الصعود والتنافس مع الكبار كان في مسابقة الكاس فقط .
لكن الاتحاد العراقي لكرة القدم الغى دوري الدرجات ونظم دوري عام بعدد كبير من الفرق من مختلف الدرجات في تسعينيات القرن الماضي وفق تصفيات يتأهل منها عدد من الاندية للادوار النهائية للبطولة ، وبعدها عاد وتدارك الامر ونظم البطولة وفق الدوري العام وبمشاركة 20 نادياً في الاعوام التي تلتها.
وظهر الدوري العراقي بشكل مختلف منذ موسم 2004 واصبح ينظم على شكل مسابقة بمشاركة كبيرة بعد ان قسمت الفرق الى مجاميع ، وشهدت مشاركة فرق ليست بالمستوى الفني المطلوب .
والسوال الذي يطرح نفسه بقوة متى نتخلص من هذا التخبط والعمل غير الصحيح ونعود لتنظيم بطولات دوري الرديف ، ودوري الدرجة الاولى والثانية والثالثة والرابعة ونجري المباريات وفق استحقاق كل نادي وكما تفعل بقية دول المعمورة .
اننا نستغرب الاصرار على مشاركة عدد كبير من الاندية بدوري الدرجة الاولى وبشكل غير منظم ونشاهد العجب العجاب في المباريات من اعتراض على قرارات الحكام وطريقة اعتراض الاداريين على النتائج السلبية للفرق وبغياب القرارات الرادعة والحاسمة من الاتحاد العراقي لكرة القدم.
نتمنى ان يتم تقليص عدد فرق دوري الدرجة الاولى الى (16) نادياً لكي نعيد الاثارة والهيبة لهذا الدوري المسمى بدوري المظاليم والذي تطور مستواه بالموسم الحالي ونامل ان يتطور اكثر من خلال فرض تطبيق تراخيص الاندية .علينا ان نجتاز فكرة ان النادي الذي يلعب بالدوري الممتاز هو وحده الذي يملك الجاه والسلطة والمال والشهرة ، وان نفكر بشكل احترافي بعيد عن العاطفة لان بناء الرياضة الاحترافية تحتاج التخطيط السليم والعمل المتواصل وان تبدا عملية البناء التدريجي للنادي وقد يكون النادي ضمن الدرجة الاولى ولكنه يملك فكر احترافي .
نتمنى ان نشاهد دورياً عراقياً لاندية النخبة من 16 نادياً وكذلك دوريا للرديف ودوري للدرجة الاولى من 16 نادياً وآخر للدرجة الثانية من نفس العدد وصولاً لدوري الدرجة الرابعة ، وان نضع شرط امتلاك الاندية لملاعب نظامية لتسهيل مشاركتها في البطولات ، وعلينا ان ننسى عملية تطوير فرق الفئات العمرية بالاندية وفق اسس صحيحة وبعيدة عن عمليات التزوير التي شابت عملنا خلال الفترة الماضية .