منذ ايام المعارضة وللاسف نسمع نبرة التعالي والتكبر من بعض الاخوة الذين كانوا يدعون انهم معارضون للنظام العفلقي السابق وعندما كنت اجلس معهم اسمع بعض العبارات منها تخص النظام السابق ومنها من تشمل العراقيين ككل وهذا للاسف كنت اسمعه فقط من المعارضة الشيعية واقولها بكل صدق وامانه حيث الاخوة الاكراد عنوانهم كان واضح كذلك الاخوة السنة اما نحن الشيعة اقولها بكل امانة كنا بمختلف فصائلنا معارضين لبعضنا قبل ان نكون معارضين للنظام وحكمه للاسف الشديد.
وهذا هو الواقع حيث تعدد الحسينيات التابعة الاحزاب وتناحرها مع بعضها كانت السبب الرئيسي لعدم توحد كلمة المعارضة ومنها كانت تصل بها الحال الى تقديم الشكاوى على خصومها في البلدان التي تعيش فيها ووصلت لحد القمع والاعتقالات لا لشيء وانما لاجل اثبات سيطرة الجهة الفلانية على التجمعات العراقية في الدولة الفلانية ضد المجموعة الفلانية الغير مصغية لتعليمات واوامر الدولة المضيفة للاسف.
وبقى هذا الخلاف يتوسع ووصل حتى الى اوربا واميركا واينما تواجد الانسان العراقي في اي بقعة في العالم والاغلبية منهم كان ينظر لنفسه هو اشرف الامة وغيره يرى العكس بانه هو الاشرف وبقى هذا التنازع الممل حتى نزول الاغلبية للعراق بعد سقوط حكم الطاغية بل ازداد عندما تغيرت الاهداف من مشروع اسقاط النظام الى مشروع الاستيلاء على السلطة والمناصب للاسف الشديد.
وهنا فقدت المعارضة الجوهر الحقيقي بعد ما بدأت بثقافة نحن القادمون نستحق الحكم وانتم ما عليكم الا ان تكونوا مجرد رعية تسمع وتطيع لكونكم كنتم تصفقون للنظام وهنا الطامة الكبرى والشرخ الكبير للاسف.
هنا انقسم المجتمع الى ثلاث اقسام.
أ
ب
ج
( أ )القادمين من الخارج الاحزاب ومن يلتف حولها
( ب) العراقيين المتضررين من قسوة النظام السابق في الداخل.
( ج )المنتفع الاول من هذه الثقافة المريضة !
ونشب الصراع الهاديء بين الاطراف من القادر ان يستقطب اكبر عدد من الجماهير وبالاخص العامة والعاطلين عن العمل !
فنظرة مجموعة ( أ ) الى مجموعة ( ب ) كانت ولا زالت نظرة باستعلاء
اما نظرة ( ب ) في البداية كانت مناصرة وبقوة لمجموعة ( أ ) القادمة من الخارج ان كانت من دول الجوار قدومها او من باقي الدول.
ولكن هنا بدأت الخلافات السابقة في ايام المعارضة تنتقل لكون هذا المرض الفكري تحول الى سرطان في جسد المعارضة وانتقل اليها حتى في استلام السلطة.
وهنا بقيت مجموعة ( ج ) تترقب وتتغلغل بصورة هادئة بين المجموعتين الاولى والثانية وفي نفس الوقت تستفاد من المناصب والاموال ووووالخ وكسبت ما لا يتخيلها العقل !
و وصل الحال ب مجموعة ( أ ) ان تعلن الحرب على نفسها وبداخلها محاولة تسقيط نفسها بنفسها بسبب الصراع على السلطة والثروات وكل شيء حتى وصل الحال ان بعضها يشارك بالسلطة ولكن سبب مشاركته لافشال الحكومة حتى يقول للجماهير انظروا لمجموعة الفلانية انها سارقة ناهبة فاشلة لذا علينا اسقاطهم حتى نتمكن نحن من ادارة الدولة وهذا الخلاف في مجموعة ( أ ) وحدها
هنا انتبهت مجموعة ( ب ) لما يحدث بين المجموعة الاولى وكانهم كشفوا ان القادمون هم مجرد عن مجموعة فاشلة وخذلتهم لكنهم ناصروها في الايام الاولى.
وهنا تحولت مجموعة ( ب ) من حاضنة اساسية لمجموعة ( أ ) الى نافرة كارهة لها بسبب الاخفاقات وبسبب شحن مجموعة ( ج ) للوضع العام وللاسف بدأت مجموعة ( أ ) بالافلاس والترهل المجتمعي وهذا ما لمسناه في الانتخابات الاخيرة وصعود مجموعة ( ب )
وكسب مقاعد كثيرة حتى منهم المستقلين وان كانوا من مجموعة ( ب ) او مجموعة ( ج ) منهم.
وللاسف كل هذه الارهاصات والفشل وعدم الوصول للواقع والعمق العراقي بقي البعض تزداد لديه نزعة التكبر ونزعة التعالي ولم يتعض بعضهم بما يدور من حوله من خطر او كوارث اجتماعية من باب البطالة والفقر وتردي الحالات الاجتماعية والصحية والتعليمية وحتى التموينية وغيرها الكثير.
ان ترك الفصيل الوسط والتعالي عليه قد يسبب ضرر خطير لشق المجتمع وفي نفس الوقت الفوارق الطبقية بين المجموعة الاولى والثانية فتح الباب للمجموعة الثالثة وهي مجموعة ( ج ) المجال للوصول وضرب المجموعتين ( أ و ب ) وهنا انتصرت المجموعة المتربصة بالطرفين وكل هذا الخرق سببه عدم انحناء مجموعة (أ) الى مجموعة ( ب ) مما وصل الامر خطورته الى المجموعتين الاساسيتين للاسف الشديد.