مع اقتراب انتخابات مجالس المحافظات عادت من جديد الى المشهد العراقي التجمعات العشائرية التي يقيمها شيوخ عشائر تربطهم علاقات تخادمية مع كتل سياسية عن طريق وعود يقطعها المرشح او الكتلة الداعمة إلى شيخ العشيرة بعد فوزه بالانتخابات مقابل دعم العشيرة لهذا المرشح.
ولعل اهم الغنائم التي يتحصل عليها بعض شيوخ العشائر بعد فوز الكتلة او المرشح المدعوم من قبل هذا الشيخ هي التعيينات في الأجهزة الحساسة والجوائز الثمينة الأخرى كالسيارات والقطع السكنية في مناطق متميزة من البلاد ومناصب أخرى كمستشارين لشؤون العشائر في الدوائر الحكومية.
المواطنون الفقراء المتمسكون في العادات العشائرية الأصيلة التي يستغلها بعض المتشيخين و الشيوخ، لا حول ولا قوة لهم ولا اعتراض ولا انتقاد على اختيار شيخ العشيرة للمرشح الذي نجح في وقت سابق في الوصول إلى البرلمان ومجالس المحافظات بأصواتهم ويريد الفوز مرة ثانية بأصوات هؤلاء الفقراء، على الرغم من عدم تلبية وعوده الانتخابية، لكن الأهم من كل ذلك وفاؤه الى شيخ العشيرة عبر تعيين أولاده والمقربين منه واهداء الشيخ سيارة ثمينة، لأنه يعلم أن رضا شيخ العشيرة سيسكت الآخرين وسيكون داعم قوي في الانتخابات القادمة.
الحقيقة يجب أن تقال ان هناك شيوخ عشائر من عوائل اصيلة رفضت كل هذه الامتيازات بل وقفت على خطى شيوخ يذكر التاريخ العراقي شجاعتهم ووطنيتهم في مقارعة الانظمة الطاغية و الفاسدة برفض جميع الامتيازات وتثقيف أبناءهم من أجل انتخاب الأنسب والافضل.
في المقابل لم تسلم هذه العوائل والشيوخ الرافضة لمغريات الأطراف السياسية من الاستهداف والتسقيط ووصل الحال ببعض الاحزاب ان تدعم شخصيات لتشيخها على العشيرة ودعمها بالمال والأفراد من أجل جمع اكبر عدد ممكن من أبناء هذه العشيرة لدعم كتلهم السياسية.
ان الاديان والمذاهب جميعها تحرم استغلال الفقراء للأغراض السياسية ويجب أن تكون الشخصيات الثقافية من أبناء العشائر لها دور كبير في تثقيف المواطنين من أبناء جلدتهم وان لايكون لبعض شيوخ العشائر الذين تربطهم علاقات تخادمية مع جهات سياسية تأثير على اختيار الافراد للمرشحين في الانتخابات، وأن لايكون المواطن المغرود لعبة بيد السياسي وشيخ عشيرته يوم لاينفع الندم عندما يرى أبناءه الخريجين بدون وظيفة وابن الشيخ الذي يحمل شهادة الثالث متوسط في جهاز أمني حساس.