وصاتني‭ ‬رسالة‭ ‬من‭ ‬شخص‭ ‬يقول‭ ‬انه‭ ‬يعلم‭ ‬بالأمور‭ ‬وبواطنها،‭ ‬وكان‭ ‬يعمل‭ ‬في‭ ‬أجهزة‭ ‬حكومية،‭ ‬وهو‭ ‬الان‭ ‬مقيم‭ ‬في‭ ‬الخارج،‭ ‬ويؤكد‭ ‬انّ‭ ‬اعلان‭ ‬الذمم‭ ‬المالية‭ ‬للمسؤولين‭ ‬العراقيين‭ ‬هو‭ ‬أكذوبة‭ ‬لا‭ ‬تنطلي‭ ‬إلا‭ ‬على‭ ‬الساذجين‭ ‬والجاهلين‭. ‬وقال‭ ‬انّ‭ ‬الذمة‭ ‬المالية‭ ‬لأي‭ ‬مسؤول‭ ‬لا‭ ‬ينبغي‭ ‬ان‭ ‬تُعتمد‭ ‬بمعاينة‭ ‬ما‭ ‬يقوله‭ ‬هو‭ ‬أو‭ ‬يدعيه،‭ ‬وانما‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬أصول‭ ‬وقواعد‭ ‬في‭ ‬متابعة‭ ‬الأموال‭ ‬والاملاك‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬والتدقيق‭ ‬فيها،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬مقارنتها‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬يقوله‭ ‬ذلك‭ ‬المسؤول‭ ‬عن‭ ‬ممتلكاته‭ ‬المنقولة‭ ‬وغير‭ ‬المنقولة‭ ‬في‭ ‬الداخل‭ ‬والخارج‭ ‬معاً‭.‬

‭ ‬وأضاف‭ ‬صاحب‭ ‬الرسالة‭ ‬الذي‭ ‬يرمز‭ ‬لاسمه‭ ‬بحرف‭ ‬ميم‭ ‬متكرراً‭ ‬أربع‭ ‬مرات،‭ ‬انّ‭ ‬المسؤولين‭ ‬من‭ ‬الدرجات‭ ‬التي‭ ‬تعقب‭ ‬الخط‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬الحكومة‭ ‬خارج‭ ‬المساءلة‭ ‬حول‭ ‬الذمة،‭ ‬كما‭ ‬انّ‭ ‬البرلمانيين‭ ‬صاروا‭ ‬بقدرة‭ ‬قادر‭ ‬“فوق‭ ‬الشبهات”‭. ‬ويعلّق‭ ‬بالقول‭: ‬حكومات‭ ‬عدة‭ ‬تعاقبت‭ ‬ولم‭ ‬يطلع‭ ‬الشعب‭ ‬على‭ ‬المخالفات‭ ‬في‭ ‬إعلانات‭ ‬الذمم‭ ‬المالية‭ ‬لوزراء‭ ‬أو‭ ‬سواهم،‭ ‬وكأنّ‭ ‬الأمور‭ ‬دهن‭ ‬ودبس‭ ‬وليس‭ ‬هناك‭ ‬مشكلة،‭ ‬ووسط‭ ‬ذلك‭ ‬كله‭ ‬يتحدثون‭ ‬عن‭ ‬سرقة‭ ‬القرن،‭ ‬وكأنَّ‭ ‬السرقات‭ ‬مرهونة‭ ‬باسمين‭ ‬أو‭ ‬ثلاثة‭ ‬وسنة‭ ‬محددة‭ ‬ومنصب‭ ‬واحد‭ ‬أو‭ ‬اثنين،‭ ‬ولو‭ ‬كان‭ ‬الحال‭ ‬كذلك‭ ‬لكان‭ ‬بلدنا‭ ‬من‭ ‬أنظف‭ ‬البلدان‭ ‬وأسعدها‭ ‬لندرة‭ ‬الفساد‭ ‬فيه‭. ‬انتهى‭ ‬كلام‭ ‬صاحب‭ ‬الرسالة‭ ‬في‭ ‬موضوع لاينتهي‭ ‬الكلام‭ ‬حوله‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬أبداً‭.‬

أليست‭ ‬هناك‭ ‬مسؤولية‭ ‬للدول‭ ‬التي‭ ‬تنزل‭ ‬في‭ ‬بنوكها‭ ‬عمولات‭ ‬مسؤولين‭ ‬يبدون‭ ‬في‭ ‬واجهات‭ ‬البلد‭ ‬الداخلية‭ ‬انزه‭ ‬من‭ ‬النزاهة‭ ‬ذاتها،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬انهم‭ ‬كانوا‭ ‬قد‭ ‬باعوا‭ ‬استثمارات‭ ‬وعقوداً‭ ‬ورخصاً‭ ‬وتسهيلات‭ ‬بسعر‭ ‬التراب‭ ‬وقبضوا‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬العملة‭ ‬الصعبة،‭ ‬وليس‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يدري؟

لماذا‭ ‬لا‭ ‬يظهر‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬‮«‬‭ ‬نزيه‭ ‬ما‮»‬‭ ‬ويطالب‭ ‬بإقرار‭ ‬تشريع‭ ‬يلزم‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬بمخاطبة‭ ‬الدول‭ ‬عن‭ ‬ارصدة‭ ‬وزرائه‭ ‬او‭ ‬المسؤولين‭ ‬لديه‭ ‬قبل‭ ‬صعودهم‭ ‬الى‭ ‬المنصب‭ ‬وخلال‭ ‬السنة‭ ‬الأولى‭ ‬بعد‭ ‬الصعود،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬حين‭ ‬المغادرة؟

تشريعات‭ ‬خاصة‭ ‬لتحقيق‭ ‬عمل‭ ‬ناجز‭ ‬للنزاهة‭ ‬في‭ ‬التعقب‭ ‬والتدقيق‭ ‬الدولي،‭ ‬هي‭ ‬حاجة‭ ‬ضرورية‭ ‬ان‭ ‬تدعم‭ ‬بقوانين،‭ ‬لكيلا‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬اجتهادات‭ ‬غير‭ ‬مسؤولة‭ ‬من‭ ‬الذين‭ ‬يتولون‭ ‬المسؤولية‭

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *