بعد منتصف الليل وعندما تشير عقارب الساعة الى الثانية عشرة ودقيقة واحدة صباحا تطل علينا رسالة رائعة عبر الواتس اب فيها كلمات مختلفة عن كل الكلمات ومعان وتوصيفات تأخذ كل من يقرأها الى فضاءات محملة بهموم وارهاصات الآلاف من مكَاريد العراق ابناء بابل وسومر وأكد واشور حيث لايترك الاستاذ مزهر الخفاجي زاوية من زوايا الحياة بحلوها ومرها الا وسلط الضوء عليها بصباحياته المميزة هكذا اعتاد اخوة وزملاء وأصدقاء ومحبي الخفاجي بان تصل لهم تلك الرسائل كل صباح وان غابت عنهم يشعرون بالوحشة هذا ماذكره لي احد زملائي في الصحافة والاعلام بقوله لقد باتت صباحيات الخفاجي بلسما لجروحنا ولانسطيع الفطام منها ونحتاج لها وان لم تطل علينا الصباحية فاننا نشعر بالغربة والوحشة رغم انها تحمل الكثير من الهموم والشجون لأغلب العراقيين كما هي اضاءات على مشاهد مختلفة ومتنوعة من حياة الناس في الشارع والسوق والمدينة ويطعمها احيانا بكلمات رائعة من اغنيات عراقية سومرية راسخة في قلوب العراقيين ومنها ( يكَولون غني بفرح وآنه الهموم غناي )
او يمزج الصباحية بابيات شعر تحاكي هموم الامهات الصابرات ومناغاتهن للاولاد ( دلول يالولد يابني دلول .. عدوك عليل وساكن الجول ) او صياغة الكلمات بحق الاباء الذين يكدحون طوال ساعات النهار لكسب العيش الحلال او يذهب الدكتور الخفاجي الى رسم كلمات فوق ارض الرافدين يفوح منها عطر الشلب والعنبر او يحلق بنا بحروفه الراقية نحو اشراقات الصباح وافواج الطلبة والطالبات وهم يتوجهون الى الدراسة بكل مراحلها البهية وفي بعض الاحيان يعاتب الزمن الذي ( شَيًخ العكَروك على الرك ) ومع كل صباح تصل الرسالة بصورها البهية للاحبة والاصدقاء وبكلمات مطرزة بأجمل العبارات المتجددة وطالما انطبقت الصباحيات على يوميات شخوصنا فرحا أو ترحا ونرى فيها انفسنا او نراها تقع على جروحنا كما لاتغيب الحسجة عن كلمات الخفاجي في معظم تلك الصباحيات وفي احدى المرات قال احد الاصدقاء يادكتور لقد اوجعت قلوبنا وحرمتنا من النوم ومع الوجع نشعر بالسعادة والغريب في الامر اننا اصبحنا نتلذذ بهذا الوجع الذي صار شريكا لنا حتى في افراحنا اذ يبدأ مطرب الحي بالآهات واااااه ياويلي وبفلسفة خاصة يجذبنا الخفاجي لكلماته المتجددة روحيا وانسانيا واكاديميا واجتماعيا ويبحر بنا في بحوثه ودراساته التاريخية وطروحاته التي ترسخ كل المعاني الانسانية والتأريخية في المجتمع العراقي ومازال أما أنا فقد عرفت الدكتور الخفاجي أخا وانسانا طيبا مرحا محبا مرهفا مثقفا مثابرا في كل الميادين الانسانية والثقافية والاجتماعية عصاميا ثائرا مناصرا للمستضعفين والمظلومين حتى وصفناه نحن اخوته بناصر المكَاريد وسيفهم والمدافع عنهم في كل حين قائلا لن اكون سعيدا حتى ارى اخوتي العراقيين وهم يتمتعون باستحقاقاتهم الانسانية والوطنية وان تسود المحبة بين الجميع وان (ماعون العراق ) كبير وفيه خير كثير يكفي ابناء البلد ويزيد مناشدا اولي الامر في السلطة العراقية ارحموا شعبكم لكي يرحمكم الله ويوفقكم لمرضاته لأن الدنيا زائلة وماعندكم زائل وما عند الله باق .