عدد صناديق الإقتراع في إنتخابات الأحد في عموم تركيا 191 ألف صندوق يدلي فيها المواطنون بأصواتهم لإختيار رئيس جديد، لمدة خمس سنوات وبرلمان جديد، وقد يكون الرئيس رجب طيب أوردوغان هو الرئيس الجديد والقديم في ذات الوقت.
ستون مليونا وستمائة وسبعة وتسعون ألفا وثمانمائة وثلاثة وأربعون ناخبا سيدلون بأصواتهم، ومن بين هولاء مايصل الى الخمسة ملايين يدلون بأصواتهم للمرة الأولى.
تركيا هذه المرة تجد إنها تتجه الى خيارات صعبة بعد سنوات من حكم حزب العدالة والتنمية، وإنزاحت بإتجاهات مختلفة في ظل صراعات ومنافسة وتحديات إستثنائية كان لأوردوغان فيها قرارات ومواقف سببت حرجا له، وبعضها مثل مكسبا على الصعيدين السياسي والإقتصادي، دون إغفال أهمية وخطورة ملفات الأمن التي أخذت حيزا وجهدا وإهتماما، وأشرت ملامح مغايرة لتركيا في نظر صانعي القرار في العالم، ولدى الدول الكبرى.
في العراق هناك ترقب وتمنيات بفوز أوردوغان، يناقضها تمن ٱخر بخسارته وحزبه، والسبب يعود لطبيعة الدور التركي وتأثيره في الوضع العراقي، فأنقرة تبني المزيد من السدود، وتهدد العراق بالجفاف والعطش، وتركيا تحتل من السوق العراقي مساحة مهمة وتتفوق في منافسة والتبادل التجاري الذي يميل لصالحها على مدار الوقت، وتركيا تتوغل في العمق العراقي وتلاحق حزب العمال الكردستاني وبعنف وتؤثر في إتجاهات الرأي العام، وهي حليفة لقوى عراقية، وتضغط في الغالب لضمان وجود مستمر خاصة وإنها تجد إنها مهددة على الدوام وإن وحدة أراضيها غير مأمونة، وهو ماينعكس على سلوكها السياسي والعسكري والإقتصادي.
البعض يأمل في تغيير إيجابي في حال صعود رئيس جديد، وهناك من يرى إن السياسة التركية ثابتة لأنها محكومة بعقد التاريخ والجغرافيا والتفوق العنصري، وإن تغييرا كبيرا لن يحصل، فالرئيس الجديد لن يفتح السدود المائية، أو يقتلعها، ولن يغير كثيرا من السلوك العنيف في مواجهة حزب العمال، او يوقف الزحف بإتجاه العمق العراقي، لكنها في النهاية إنتخابات ستجري في موعدها، وعلينا أن نتوحد كقوى متعددة لنقلل حجم الأثر السلبي على بلادنا، وإنتهاز أي سلوك إيجابي، أو تطور وإستثماره لمصلحة الشعب العراقي.