أتذكر حين
كان طولي يقدر بسبعة
عشر أصبع بازلاء من النوع المستورد،
كنت أجهل وظيفة
تلك الكمثرى ،
التي أنبتها الله في صدري وأنا
وقتها أتناول غذائي عن طريق
أنبوب عضلي يدعى
الحبل السري

* *
وحين
استطال جسدي بمقدار سبعة
أصابع أخرى ، أي أصبح طولي دون
رأسي ، ( الذي يزن حوالي ثلاثة
أرطال ) ، أربع وعشرين إصبعا
ومن النوع المستورد أيضا
تخيلتها
قد
وضعت
لتأنيبي بطبطباتها
كلما
أخطأت التصرف
مع الأشخاص الأكبر
مني سنا

* *
وحين بلغت سن الرشد ،
أي أصبح طولي عدد لا يحصى من تلك الأصابع المستوردة ، وبدأت
أفرق بين
الصالح
والطالح ،
وأحببتك بقوة ،
تيقنت بصورة غير قابلة للشك ، أنها
المكان الذي خصصه لكٍ الرب ،
لتلعبي في أرجائه كيفما
تشائين ، وبدون
منازع

* *
لكن كل ما أخشاه
وخصوصا حين بلغ طولي حدا
لا يستهان به من أصابع البازلاء ،
أن لا أجد
في تلك الكمثرى
جدار فارغ من الممكن
أستخدامه لكتابة نصوص
تتحدث عن شحوب طرقات كنا
نقضي تحت أضواء أعمدتها
المتهالكة وطرا من القلق، نصوص
كلما قرأتها
في سهرة
أو في مهرجان
أو خلال أجتماع ثقافي ،
صاحوا من وراء أضلاع قريبة ، أدركوا
الرجل قبل أن تخنقه وساوس
الشعر ،
فيموت في غصة
حلم أبله
________________
كامل الغزي

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *