في واحدة من الاقوال التي تنسب الى الامام جعفر الصادق ( ع ) قال : ( اذكر محاسن اخاك قبل أي ملاحظات أخرى كي تطيب الخواطر ولا يقطع الظن بينكما وان كانت النوايا حسنة ) ..
قرات كتاب ( سنوات الحبر ) لمؤلفه الزميل رباح آل جعفر وهو الكتاب الوحيد – كمجموعة أعمدة صحفية منشورة – الذي اكمله حتى النهاية وبسرعة قصوى بلا كلل ولا ملل وبفائدة جمة .. بعد كتاب ( كلام في السياسية ) لمحمد حسنين هيكل ..
برغم ما في الكتاب من هائل المعلومات الأدبية والشعرية والفلسفية والتاريخية والفنية والثقافية وبعض القفشات المسيسة باطنا والمتجاوزة لظاهرها قصدا .. الا ان الكتاب لا يمكن ان اصنفه ككتاب صحفي .. كما ذهب الدكتور هاشم حسن في حفل توزيع الكتاب في مقر جريدة الزمان الغراء وقبله الكثير ممن كانوا لا يستسيغون دخول الصحافة او قيادتها من قبل الادباء لاسباب اراها موضوعية جدا بل تتعلق بطبيعة العمل الصحفي وتوظيفه وأهدافها التي ليس لها علاقة بالادب اطلاقا الا من باب شكل المخرجات وضبط أواخر الكلمات ..
في عودة الى ( حبر السنوات ) الذي حصلت على نسخة منه بامضاء الزميل العزيز رباح ال جعفر .. ومع طريقة السرد والاسترسال والمتناول التي بدت وكانه مذكرات او يوميات عاشها ودونها الكاتب منذ شبابه ونهوضه حتى خوض ميدانه … وما زال قائما ناهضا بأداء واجباته الوطنية قبل المهنية .. قرات الكتاب بنهم حتى تاسفت لاني لم اتعرف على الكاتب برغم كتابتنا معا في صحيفة الزمان منذ عشرين عام تقريبا .. لكننا لم نلتق الا بحفل توقيع الكتاب وهذه احد اهم مساؤي صحافة اليوم التي غدت انترنيتية وفقدت الكثير من صفاتها الاسرية والانتمائية .
( سنوات الحبر ) .. اعده من الكتب القيمة والمكتنزة بالمعلومات والذخائر الأدبية والحياتية والاجتماعية والمهنية والثقافية .. وما تحمله من اخبار لا بديل عنها للمثقف والعامل بالصحافة والادب والفن … ان يتلقطها او يلتهمها كوجبة جاهزة طازجة قد تغنيه عن كثير من بحث المصادر والمكاتب ..
رباح آل جعفر سطر عراقيات بنبض متجذر حد الاصالة .. ظل يدور ويدور بمخالب قلمه المتكئة على انامل وديعة متشبعة بافكار حثيثة استقاها من مصادر در حليب مدينته حديثة حتى تشرب منها وتشبع حد الارتواء من العراقة والانتماء والفصاحة بما يكفي لان يرمي بظلاله على المتلقي جابرا إياه المضي حتى اخر المشوار في كتاب اجتهد بتسميته ( كشكول آل جعفر ) .. بكل مكتنزاته التي يمكن ان تضاف الى روائع الف ليلة وليلة وكشاكيل العرب وترجمان كليلة ودمنة .. وغير ذاك من جاحظية وتوحيدية … وحسنأً قال فيه الزميل محمد سعيد الصكار من باريس : ( احتفي بما يكتب رباح آل جعفر واطمع بالتوسع والمواصلة ) .. وفي عودة الى ما ذهبت اليه بأول عمودي : ( ان ما جاد به قلم رباح ال جعفر يستحق الاستزادة والقراءة .. لاسباب كثيرة .. اهمها كثرة أرباحه ) .