هناك مصالحات كثيرة وكبيرة في عناوينها ومبانيها منذ ثلاث سنوات بين الدول التي عانت علاقاتها من التكسر تحت وقع أزمات ثنائية أو إقليمية أو دولية، ولا استبعد الجوانب الشخصية في بعضها.
العوامل الإنسانية كانت واضحة في حلحلة قسم من الازمات، كما حدث في الازمة الخليجية وسوريا واليمن وليبيا، لكنها عوامل استترت خلفها الرغبات وربما الضغوط في الخروج من حالات الخصومة التي قادت الى خسائر عظيمة في الموارد والدماء والتنمية ومستقبل الانسان العربي.
كما انَّ أوضاع القلق التي نتجت عن أزمة تركية سعودية، أو إيرانية سعودية، أو مصرية قطرية، أو تركية مصرية أو.. أو، وما يتصل بها من أوضاع لبنان واليمن وسوريا والعراق والسودان، كلها حفرت عميقا في جسم العرب الذين لا يزالون في قلب تحولات هذا القرن المتفجر من أول مطلعه.
المصالحات حصلت والقمة العربية المقبلة بعد أيام في السعودية ستطوي صفحة الخلاف مع سوريا، ولكن هناك في الصورة عنواناً اخر يشير الى هشاشة جميع الأوضاع وعدم قيامها على رسوخ في القناعات او السياسات، وان المنافع المستعجلة بقناعة او تحت ضغط معين لا تزال ظاهرة بشكل علني او مستتر. وهنا استشهد بمقولة المبعوث الدولي الى اليمن والتي يمكن اعمامها على أحوال عربية واقليمية أخرى، اذ قال امس، هانس غروندبرغ انه يحذر من هشاشة الوضع الحالي في اليمن رغم حالة خفض التصعيد القائمة
وأضاف «أن هناك إصراراً واضحاً من كل الأطراف على إحراز تقدم نحو اتفاق في شأن التدابير الإنسانية والاقتصادية، ووقف دائم للنار واستئناف العملية السياسية بقيادة يمنية تحت رعاية الأمم المتحدة».
لكن في النتيجة ، الهشاشة افضل من الانهيار، و نكون رابحين اذا توقفت الازمات المتفجرة عند حدود معينة ، ومن ثم بدأت بالتحلل والاختفاء ، لكن المهم هو قيام البديل الراسخ من العلاقات بين الدول لكي لا تعاود الانتكاسات في الظهور فجأة، لاسيما ان شعوب البلدان العربية لا تزال لها كلمة قيلت او لم تقل، لكن من المؤكد انّ أحداً لا يصغي اليها