-1-
تعود بي‮ ‬الذاكرة الى تسعينيات القرن الماضي‮ ‬يَوْمَ‮ ‬حضرتُ‮ ‬الحفل السنوي‮ ‬لرابطة الشباب المسلم في‮ ‬لندن‮ ‬،‮ ‬وسألت أحد الاخوة القائمين عليه‮ :‬
مَنْ‮ ‬هو ضيفُكم اليوم ؟
قال لي‮ : ‬
الغنوشي‮ ‬
ويقصد به الشيخ راشد الغنوشي‮ ‬،‮ ‬زعيم حركة النهضة التونسي‮ ..‬
فقلتُ‮ ‬لي‮ ‬مازحاً‮ :‬
إيّاكَ‮ ‬أنْ‮ ‬تَفْرَحَ‮ ( ‬بالغنُوشي‮ ) ‬
فانّه عند الوُعودِ‮ ( ‬مو شي‮ ) ‬
وكان الغنوشي‮ ‬يومها مصطفا مع الطاغية المقبور،‮ ‬مدعياً‮ ‬أنه لا‮ ‬يقف بالضد مِنْ‮ ‬اعداء امريكا‮ ..!!‬
ونسي‮ ‬أنَّ‮ ‬الدكتاتور المقبور واحِدٌ‮ ‬ممن أوصلتهم امريكا الى السلطة،‮ ‬وبالغتْ‮ ‬في‮ ‬اسناده ودعمه حتى اذا ما تمرد عليها قررت انْ‮ ‬تجعله عبرةً‮ ‬للمعتبرين‮ .‬
وبالفعل لم‮ ‬يحضر الغنوشي‮ ‬المؤتمر المذكور لِعِلْمِهِ‮ ‬بانّ‮ ‬رابطة الشباب المسلم تعادي‮ ‬الدكتاتورية الحاكمة في‮ ‬العراق‮ .‬
-2-
والغنوشي‮ ‬بالامس القريب رئيس البرلمان التونسي‮ ‬،
‮ ‬كما أنه أحد أبرز اللاعبين السياسيين في‮ ‬تونس‮ ‬،‮ ‬وتتناقل وكالات الانباء أخبارَهُ‮ ‬ونشاطاته بوصفه احد الأقطاب‮ …‬
-3-
وعلمتُ‮ ‬اليوم‮ ‬16 / 5 / 2023 انه قد حكم عليه بالسجن لمدة عام وبغرامة مالية مقدارها‮ ‬1000 دينار تونسي‮ ‬عقاباً‮ ‬على تصريحات له مسيئة للدولة‮ .‬
وهكذا تحوّل‮ ( ‬الطاووس‮ ) ‬الى‮ ( ‬بومة‮)‬،‮ ‬وليس هذا بغريب في‮ ‬عالم السياسة المليء بالمتغيرات والمفاجاءات‮ .‬
-4-
وما حَلّ‮ ‬بالغنوشي‮ ‬قد‮ ‬يحل بأخَرِين مِنَ‮ ‬اللاعبين السياسيين ليس في‮ (‬تونس‮) ‬وحدها بل في‮ ‬مختلف البلدان والاقطار ما دامت السياسة ترفع احيانا وتضع في‮ ‬أحيان أخرى ضمن معادلات معيّنة‮ .‬
وقانا الله شرها‮ .‬

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *