يؤخذ على اغلب الدراسات المتعلقة بتاريخ الاديان وعلم الاديان عدم اعتمادها النص الديني مرجعا في التداول الدراسي ، وهذا ما لوحظ في دراسات وآثار المتاخرين من الباحثين في علم الاديان ، على ان الدين تمظهر فكري لا يخرج عن اطار الوعي الانساني المتعالي ضمن حقبة بعينها . لكن الدراسات المعاصرة ومنها المنهجية المتبعة في جامعة جورج تاون في واشنطن، تعتمد النظر والتحليل للنصوص الدينية اليهودية والمسيحية والاسلامية، بالاضافة الى الزرادشتية ، فهل الزرادشتية ، وبرغم اسبقيتها في الظهور وريادتها على مسرح الفكر الديني هي المعيار الحقيقي للتشابه بين الملل في العبادات والممارسات؟
في رأيين متشابهين يؤكد كل من المفكر وعالم الاديان فراس السواح وكذلك المفكر الدكتور خزعل الماجدي ان زرادشت والذيتبغه بعد ذلك مانو رائد التعاليم المانوية ، هما اول نبيين موحدين ، وان لم يذكرهما القران في نص واضح ولم تذكرهما باقي الكتب السماوية الرجالية
والجواب يتلخص فيما تركته الزرادشتية المتقدمة على المانوية بخمسة الاف عام من اثر في الاديان الابراهيمية الثلاث ، ومنها ما ورد في كتاب التعاليم الزرادشتية المسمى الافيستا ، حيث تكون الصلواة في الزرادشتية بواقع خمسة صلوات تسبقها طقوس الوضوء وتتضمن الصلوات الوقوف والانحناء والجلوس مع التركيز على صلاة الفجر كونها تبدا مع زمن ظهور مبعث النور في الشمس والنار والحكمة ، والذي يتجلى في جوهر العبادة الزرادشتية وهناك صلاة العيد الاكبر وصلاة الاستسقاء
تبدا الزرادشتية من الحقل في تحريم قطع الاشجار والنباتات الخضراء الغضة، وتحريم قتل الحيوانا والطيور الداجنة واحترام الانسان ، ابا كان والتعاون بين بني البشر مع ورود التعاليم الثلاث الاهم.