ـ منذ مقتبل عمري شغلتُ وظائف: ثقافية.. وإعلامية.. ودبلوماسية.. وتربوية عالية.. داخل العراق.. وفي العديد من دول العالم (دول أوربية.. وعربية.. وخليجية متقدمة).

– كما شاركتُ انا (أنا د. هادي حسن عليوي) في: دورات قيادية خارج العراق.

– في شؤون المجتمع وقضايا الشباب.. وفي العمل النقابي.. واقتصاديات العمل,.. والثقافة العمالية.. والصحافة والإعلام الدولي.. وفي المناهج العلمية.. ووسائل الاتصال والشبكات الالكترونية.

– إضافة إلى دراساتي (الاقتصادية.. والاجتماعية.. والإعلامية.. والتاريخية).

– مثلما شاركتُ في أكثر من 50 مؤتمراً علمياً.. ومثلتٌ بلادي في مؤتمرات عربية.. وعالمية كثيرة.

ـ ومنذ وقت مبكر كنتُ حريصاً على دراسة (طبائع الشعوب.. وسلوكياتهم.. وتاريخ البلدان).

– حتى إنني كتبتُ مقالات في هذا الشأن عن دول عديدة.. فأصبحت لديً ذاكرة عن تلك الشعوب وخصائصها وثقافاتها.

ـ مثلما درستُ بشكل تفصيلي.. طبائع المجتمع العراقي.. وخصائصه.. من خلال كتب الوردي وغيرها.

– وكتب قديمة وحديثة في هذا الشأن.. وما زلتُ أواصل هذا المشوار.

ـ وأجلُ الاحترام والتقدير العالي لأساتذتي: علي الوردي.. إبراهيم كبه.. حسين محفوظ،.. شمران حمادي.. طارق الهاشمي.. صادق الأسود.. عماد عبد السلام رؤوف.. منذر الشاوي.. وميض عمر نظمي.. نوري العاني.. والبروفيسور لا نكه.. والبروفيسور فليلغنتريو.. والبروفيسور فيلكه.

– وغيرهم من عمالقة العلوم: الاجتماعية.. والاقتصادية.. والدبلوماسية.. والعلاقات الدولية.. والنظم السياسية.. والصحافة.. والإعلام.. والتاريخ.

ـ توصلت دراساتي الى حقائق مذهلة.. إن ما يميز شعب العراق عن شعوب العالم الأخرى.. انغماسه في السياسة.. ويفسر كل الأمور على أساس سياسي.

ـ فنجد الشخصية العراقية.. أخذت تتصاعد في سلوكها السياسي منذ أواخر القرن التاسع عشر دون غيرها من المجتمعات الأخرى.

ـ وكان العراق أول البلدان (الإسلامية والعربية والشرق أوسطية) التي قامت فيها: تمردات.. وثورات ضد الحكم العثماني.. ثم ضد الاحتلال البريطاني.. ثم ثورات وتمردات ضد الحكم الملكي.

– وأول انقلاب عسكري في المنطقة حدث في العراق العام 1936.

ـ والعراق هو أول بلد عربي يحصل على الاستقلال لنظامه السياسي في العصر الحديث العام 1932.

ـ بالمقابل ما يثير الدهشة إن الشعب العراقي كان آخر الشعوب العربية والإسلامية تتشكل فيه جمعيات وأحزاب سياسية حديثة.

ـ وما يثير الدهشة ثانياً: إن جميع الأحزاب العراقية بلا استثناء منذ ظهورها في العراق العام 1908 حتى ألان (2023).

– ومن خلال مسيرتها السرية والعلنية أثبتت إنها لا تمتلك رؤى عراقية.

ـ بل كانت وما زالت حتى اليوم رؤاها.. وإيديولوجياتها.. الفكرية.. أما عثمانية.. أو عربية.. أو أفكار ماركسية.. أو ليبرالية.. أو طائفية.. وجميعها إن صح التعبير مستوردة الأفكار.

ـ وليس لها شأن في: الإنسان.. والأرض العراقية.

– أو في الحقيقة إن الأحزاب في العراق هي أحزابٌ تابعة لأحزاب رئيسة من خارج العراق.. فلا نجد حزباً حتى اليوم عراقيُ (التنظيم.. والفكر.. والقيادة.. والأفراد).

ـ وهنا لابد أن نؤكد إن رجالات هذه الأحزاب.. لم تستطع أن تتجاوز هذا التفكير التقليدي.

– على الرغم من عظمة نضال الكثير من كوادر هذه الأحزاب.. ووطنيتهم.. التي تخضبت بدمائهم الزكية.

ـ وما زال التفكير حتى اليوم بنفس الأساليب التقليدية.. ليس في تأسيس أحزاب عراقية في: الفكر.. والممارسة.. والبرامج.

– بل إن هذا التقليد شملً حتى منظمات المجتمع المدني في العراق.. فتجد معظمها.. تمويلها.. وارتباطاتها خارجية.

ـ اليوم نجد الغالبية العظمى من شعبنا ذات تفكير وسلوك سياسي.. (في الصباح يفطر على سياسة.. ويتغذى سياسة.. ويتعشى سياسة.. وينام على السياسة).

– ومشكلته في الحياة تتمحور سياسياً.. وأحلامه في النوم واليقظة سياسة.

ـ ومعظم هذا السلوك (مستورداً) إن صح التعبير.. فهو يتحدث عن مشكلة عراقية بحلول أجنبية.. سواء بحلول إقليمية أو دولية.

– وتجد الغالبية تطرح أو تؤيد أو تعارض الأطروحات والرؤى الخارجية للمشكلات العراقية.

ـ مثلما يفسرون كل الأحداث الكبرى التي مرت في تاريخ العراق الى عوامل خارجية أو الى أيدي أجنبية.

– (سواء الأحداث المصيرية كالثورات والانقلابات.. أو حتى الجوانب الاقتصادية والاجتماعية).. سواء أكانت ايجابية أم سلبية.

ـ الأخطر من ذلك هو عبادتنا للفرد.. فإن لم نجد فرداً نقدسه.. نخلق هذه الفرد حتى لو كان جاهلاً أو مجنوناً.

– ونغطي على كل أخطائه.. ونبرر جرائمه.. وندافع عنه.. لدرجة تصفية المقابل إن تفوه بشيْ عليه.. حتى لو كان ما يقوله المقابل صحيحاً.. بحق هذا الخط الأحمر!!

ـ فنجد الكثير مازال يحنُ بشكل غريب الى العهد الملكي.. ويخلق الروايات والأساطير لنوري السعيد على سبيل المثال لا الحصر.

ـ ونجد الشعب متخندق حتى اليوم بين: قاسميون حتى الثمالة.. وصداميون حتى الثمالة.. أو طائفيون حتى الموت .. ويجمعهم شيء واحد غياب النظرة العراقية لحل مشاكلهم.

ـ في تفكيرنا السياسي: إن الماضي هو الجيد.. وهو الزمن الجميل مهما كان.

– وإذا لم يكن ماضينا جميلاً.. فنحن نجمله بحكايات وهمية.. نحن نصدقها !!

ـ وإن الحاضر مهما كان هو السيئ حتى لو كان جميلاً.. حتى أغانينا.. والمستفيد من الوقت الحاضر أيضاً ينتقده.

ـ لهذا نحن الشعب الوحيد الذي نكرر وبإصرار الى إعادة كتابة التاريخ حسب ما نشاء.. وحسب ما نرغب.. وليس كما هي الحقيقة.

– حتى إن الكثير من رسائلنا وأطاريحنا الأكاديمية التاريخية والسياسية تفتقد الى الكثير من: الموضوعية.. والعلمية.. والوثائق الرصينة.

ـ النقطة الثالثة المثيرة للدهشة: إن جميع سياسيي عراق ما بعد 2003 حتى اليوم بقادتهم.. وأحزابهم.. ومسؤوليهم.. لا يفهمون ألف باء السياسة.. برغم من مرور 20 سنة وهم في الحكم والمسؤولية !!

ـ المصيبة الأنكى اليوم: هي إن الغالبية العظمى من سياسيينا اليوم.. ومن يقود السلطة والاقتصاد في العراق.. عراقيون بالاسم.. وهم وعوائلهم جنسياتهم أجنبية.

– ولن يتنازلوا عن هذه الجنسيات.. وإقامتهم الدائمية في تلك الدول.

– وهم يقودون العراق.. ويعيشون مترفين حتى الثمالة من أموال العراق.

ـ الأغرب في كل من ذلك إن الكثير من أعضاء مجلس النواب العراقي يعتزون بجنسياتهم الأجنبية.. أكثر من جنسياتهم العراقية.. ويسمون أنفسهم ممثلي الشعب العراقي!!

ـ صحيح إن معظم الدول الأوربية والأمريكية الكثير الكثير من أبنائها هم من المهاجرين.. لكنهم ليسوا مزدوجي الانتماء.. ولا مزدوجي الفكر.. ولا مزدوجي المصالح.

ـ بل إن هؤلاء المهاجرين بغالبيتهم قطعوا علاقاتهم بدولهم الأم.

– وانتموا بشكل حقيقي للدول المهاجرة لها.. وأصبحوا مواطنين حقيقيين للدولة التي يعيشون فيها.

ـ فمتى يفكر العقل العراقي بحسم ولائه بشكل تام ؟.. والعمل على تطوير أيديولوجيات للأمة العراقية ؟.

ـ ومتى نعمل على خلق أجيال متخصصة في علوم: النفط.. والاقتصاد.. والتخطيط المالي.. والعمراني والمدن.. وعلم الحياة.. والأرض.. والفلك.. والمياه.. وعلوم الجو والمناخ.. والذرة.. والطاقة.. والأديان.. والكهرومغناطيسية.. وغيرها من العلوم بعيداً عن الانتماء السياسي والسياسة ؟.

ـ وإذا وجدت بعض هذه العلوم في جامعاتنا اليوم.. فهي مازالت تعيش عصر خمسينيات القرن الماضي.. ولم تواكب التطورات العلمية.

– وبالتالي فهي متخلفة.. ولا يمكن أن تساير تطور الحياة.

ـ ومتى نؤمن بالحرية.. والقانون.. والقيادة الجماعية.. وحب الوطن وليس بالأشخاص.. وبالعشيرة.. ونبني دولة مدنية؟؟

ـ متى نعيد للأديان قدسيتها.. ونترك التجارة بالدين ؟.

– ونترك إننا دينيون لساناً ونفاقاً.. (فالدين لله.. والوطن للجميع).

– وان الدين ينظم صلة المرء بربه وفي آخرته.. والوطن لجميع الشعب بكل طوائفه.

– والقانون.. هو: الذي ينظم السلوك العام.. وصلاته بين قومه.. ودنياه.

ـ متى نجد التفكير العراقي وصل لإنضاج فكر عراقي..نابع من واقع العراق.. لبناء عراق متطور.. في: واقعه.. وظروفه.. ورجاله؟.

ـ متى نترك التخندق الى خنادق نتقاتل ليس لبناء العراق.. بل لتوجهات إقليمية ودولية ؟.

– فهذه حرب بالنيابة عن الأمة العربية.. وتلك حرب بالنيابة عن العالم.

ـ ومتى تكون مرجعيتنا الأولى (الوطن).

– وتبقى مرجعياتنا الفرعية تخص كل طيف وتحترم من قبل كل الأطياف؟؟؟

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *