التقاعد هو مكنسة ( تشفط ) من سجادة حياتك الوظيفية الشوائب من المتسلقين وأصحاب المصالح …
التقاعد هو جهازٌ دقيق يكشف لك النطيحة والمتردية ممن كانوا حولك…
التقاعد هو مصفاة يتعلق بها الصفوة ممن عَرَفوك وتتساقط منها شوائب من تعرفهم… العاقل من لايحزن على سقوطهم…
التقاعد يُبقي لك حقيقة ما تملك ويزول فيه سراب ما كنت واهماً أنك تملكه…
التقاعد يُخفي ضرب الطبول التي كانت تدق من حولك…
و يُسمعك جمال وهدوء صوت من لا زال يُغني من أجلك…
التقاعد لن يجعلك تضع هاتفك الجوال ( على الصامت ) لأنه في كلا الحالتين لن ( يَرِنْ ) وتُزعجك كثرة الإتصالات…
التقاعد يجعلك تكتشف أنّ لديك وقتاً كافياً تقضيه مع ربّك واسرتك
في زمنٍ كان يسرقه منك أصحاب المصالح والعزائم والمتسلّقين…
التقاعد حياة حقيقية وجميلة تكتشف فيها كثيراً من الحياة المزيّفه التي كنت تعيشها… أخي المتقاعد…
إذا كنت في مجلس من الحضور أرجوك لاتستعرض لهم إنجازاتك و بطولاتك الوظيفية…
فالكثير منهم سوف تنتابه حالة القرف والملل ولن يستفيدوا من صولاتك وغبار معاركك…
أمّا القلّه القليلة منهم فسوف يشعر بالعطف والشفقة عليك…
أخي المتقاعد…
لاتُحاكي شباب العشرين في لبسهم وطريقة تفكيرهم وحياتهم، حتى لاتكون أُضحوكة تفقد بها وقارك ومكانتك وجمال عمرك…
أخي المتقاعد…
تعرّف على كل جديد ينفعك وواكب كل المتغيّرات حتى لاتكون آلة يعلوها الصّدأ والغبار ..
دوّن خبراتك وتجاربك في كتاب أو أي وسيلة من وسائل التواصل كي يستفيد منها الجميع فأنت في سن الحكمة ورجاحة العقل…
أكثر من أعمال الخير والصدقة حتى لاتقول حينها ( يا ليتني قدّمتُ لحياتي )…
أخي المتقاعد…
كنت في وظيفتك تُحب ما تعمل وحان الوقت أن تعمل ما تُحب …
التقاعد حياة صافية هادئة من الصخب أشغلها بكل جميل…
أخيراً …
العاقل من تقبّل صوت الحقيقة ولم يحزن على فقد سماعه صدى الأوهام…
{ عن مجموعة واتساب