في الفترة الأخيرة، ظهرت ظاهرة انتشار الابتعاد عن الدين في العديد من المجتمعات حول العالم. وتعد هذه الظاهرة من الظواهر الهامة التي يجب دراستها وفهمها، حيث أن الدين له دور كبير في توجيه الأفراد وتشكيل قيمهم ومعتقداتهم.يمكن أن تكون أسباب الابتعاد عن الدين متعددة ومختلفة باختلاف المجتمعات والفئات الاجتماعية. ومن بين هذه الأسباب، يمكن ذكر بعضها كالتالي:أولًا، التغيرات الاجتماعية والاقتصادية: حيث تعد الظروف الاجتماعية والاقتصادية المعاصرة، بما في ذلك العولمة والتكنولوجيا وتغيرات النمط الحياتي، من الأسباب المحتملة للابتعاد عن الدين. حيث ينتقل الأفراد من الأنماط التقليدية إلى أنماط حياة جديدة، مما يؤثر على معتقداتهم وقيمهم.
ثانيًا، العلمانية: حيث يؤمن البعض بأن العلم والمنهج العلمي يمكن أن يفسر كل شيء في الحياة ولا يوجد مكان للدين في مجال العلم والمعرفة.ثالثًا، الانحرافات الدينية: حيث يمكن أن يكون الانحراف عن الدين أسبابه بسبب الانحرافات في الأديان نفسها، مثل الأصولية والتطرف والتعصب الديني، مما يؤدي إلى الابتعاد عن الدين بشكل عام.رغم أن الابتعاد عن الدين هو ظاهرة تتفاوت حدتها بحسب المجتمع والفئة الاجتماعية، إلا أن لهذه الظاهرة آثارًا سلبية على المجتمعات. فالدين يلعب دورًا مهمًا في تشكيل القيم والمعتقدات والأخلاق للأفراد، ويعتبر أحد العوامل الهامة في الحفاظ على النظام الاجتماعي والانسجام بين أفراد المجتمع.ومن أجل مواجهة هذه الظاهرة، ينبغي على المجتمعات والمؤسسات أن يعملوا على توعية الناس بأهمية الدين ودوره في الحياة، وتشجيع الأفراد على التواصل مع الدين بشكل إيجابي وصحيح، وتقديم التعليم الديني بطرق جذابة ومشاركة الأفراد في الأنشطة والفعاليات الدينية.
وأخيراً فإن الابتعاد عن الدين هي ظاهرة تستدعي التفكير والتحليل والبحث الدائم عن أسبابها وحلولها، حتى يمكن تحقيق الانسجام والاستقرار في المجتمعات المختلفة.