تمتاز اغلب المجتمعات بمميزات معينة قد تكون جيدة اذا كانت تفاعلية وتعود بمفرداتها الخاصة بالفائدة وتحقق نتائج إيجابية على ذلك المجتمع فمثلاً يعمل افراد بعض المجتمعات الاوربية على رقابة الاخرين ورصد تحركاتهم اذا كانت مريبة ومشكوك بها ويتم الإبلاغ عنها في اغلب الحالات يتم التفاعل مع ذلك البلاغ بكل دقة وخصوصية دون الإفصاح عن جهة التبليغ ليتم معرفة الغايات من وراء هذه الأفعال التي قد تكون فعلاً محل شك او مجرد سوء تقدير من المُبلغ وبكل الحالات فهي حالة صحية نابعة عن حرص المواطن على سلامة واستقرار بلده.
ولكن قد تكون هناك حالات يتم البلاغ فيها عن مواضيع وامور طبيعية جداً بعد تضخيمها ووضع بعض التلفيقات والمنكهات والبهارات وحسب نوع البلاغ، وحتماً سيتم التعامل مع ذلك وفق الضوابط القانونية والمفروض الإنسانية دون المساس بالحقوق والحريات الشخصية، وهو امر طبيعي نوعاً ما عند النظر اليه من زاوية الحرص والغيرة الوطنية، ولكن عندما يتم التعمق به فسنجد ان اكثر التبليغات تأتي مجهولة المصدر وعبر الايميل وجميعنا نعلم ان الايميل فاقد للخصوصية الشخصية ومجهول المسار او بأتصال هاتفي من خط دون مستمسكات يُباع على الأرصفة او من خلال معلومات تتداولها بعض صفحات الفيس بوك الغير موثقة والتي لا يحتاج لانشاؤها أي مجهود سوى ايميل مجهول او خط تلفون غير مسجل لتُكيل التهم والارتكابات دون دليل ومجرد انها أصوات مأجورها غايتها الكسب المادي الغير مشروع او التشهير بالاخرين لمصالح فئوية او شخصية، لتجد اذان صاغية لها وقد يُبنى على ماجاء فيها من خلال اجراء التحقيقات والمتابعات القانونية دون وجه حق.
ولعلنا اليوم نشد مثل هذه الحالات في مجتمعاتنا الوظيفية التي اخذت مثل هذه المواضيع تستفحل فيها وتنشط وغير معلومة الأسباب ان كانت غايات خاصة ام وسائل معينة!
اهداف تسقيطية
فقد تكون الغاية هي الأساس في ذلك وصولاً لتحقيق نتائج قد يُستفاد منها دنيوياً وصولاً الى اهداف تسقيطية ان صح التعبير، وتأتي الغيرة والحسد في مقدمتها وطبعاً هي من صفات الفاشلين ليجعلوا من انفسهم مصدر ثقة مزيفة للاخرين ليصلوا الى غاياتهم الدنيئة في تحقيق مأربهم الشخصية وبالتالي الحصول على مكاسب لا تتلائم بالشكل والمضمون مع مؤهلاتهم ويكون الخاسر الأكبر هو المصالح العامة التي ترتكز عليها الدولة في تحقيق أهدافها.
او قد تكون وسيلة دنيئة وأسلوب فاشل ينتهجه البعض ليحصدون من وراءه منافع معينة تجعلهم في المقدمة دائماً ومن أصحاب الأصوات المسموعة والمشورة المأخوذ بها ليكونوا مصدر فشل متجدد ودائم لمدرائهم وصولاً الى مسؤوليهم وبالتالي تحقيق نتائج مهمة بالنسبة لهم وبالتالي تُساهم في تطوير قابلياتهم الشيطانية تجاه الاخرين ليخلقوا من حولهم مجتمع وظيفي مبني على الكذب والنفاق والتدليس وغير منتج لا غاية له الا مصالح شخصية بأساليب وحشية وغير شريفة.
وبكلتا الحالتين فأن ذلك سيخلق مجتمع وظيفي مفكك فكرياً غير منتج مُشبع بالمشاكل.
اذاً ماذا نحتاج ؟؟ لعلنا عانينا في الماضي القريب من موضوع المخبر السري والذي أدى الى إيقاع العديد في شباك وشاية هؤلاء المخبرين والتي جاءت معظم تبليغاتهم غير صحيحة وانما لأغراض مادية او شخصية او جنسية.
لذلك اصبح من اللازم ان نضع النقاط على الحروف وان نُسمي الأمور بمُسمياتها وان نُعيد الثقة في نفوس الموظفين الشرفاء من خلال مطالبة كل من يُقدم البلاغ بالدليل وتوثيق اسم مصدر المعلومة وتفاصيله بشكل سري وطبعاً اذا كان يملك الشجاعة او الغيرة الحقيقة على بلده بحسب مايدعون.
الحقيقة تُطالبنا بأن نكون على قدر المسؤولية والمسؤولية تحتاج لرجال بالقول والفعل.
قال تعالى (يا آيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين) [الحجرات 6]
{ لواء استاذ المساعد دكتور