لِمَ الحرب ان كان السلام ممكنا، بل ان سلام ما بعد الحرب بالمعنى العسكري، لن يكون لونه ابيض ناصعا.
لم تمنع الدولتان: جمهورية ايران الاسلامية، و المملكة العربية السعودية فرص الحوار بينهما و هما الاطول امتدادا متقابلا بينهما على مياه الخليج اذا ضُمت للملكة بالحسبان اطول سواحل باقي دول مجلس التعاون لا سيما دولة الامارات وسلطنة عمان، مع اعتبار وحدة القومية و الخصوصية السيادية.. لن اسرد في تاريخ الدبلوماسية التي تجمع التمثيل الايراني و الخليجي، فثمة واقع و مصالح تاريخية و حيوية فرضت و تفرض التفاهم بين طرفي الخليج حتى في اشد الظروف توترا.
في التقارب الكبير الاخير بين الدولتين تجددٌ معاصر لمفهوم المصالح الدائمة لا العداوات و لا الصداقات الدائمة، و هو مبدأ سياسي يغلبه الاذكياء الذين يتجاوزون عوامل العداوة وإن وجدت حتى لا تشكل ارضية و اجواء حرب يكون حتى الرابح فيها خاسرا.
قاعدة بيانات طرفي الخليج جعلت القيادات المتنوعة على الطرفين تستفيد من التاريخ الذي اشعل قبل الان نيرانا استمرت لسنوات والتهمت موارد بشرية و مالية ضخمة ومكنت لتدخلات كبرى غيرت من حال منطقتنا كلها.
صناع القرار
لم تنزلق اكف صناع القرار للضغط على ازرار الصواريخ، بل تحركت لستراتيجية احترام الخصوصية و ترك سبل المواجهة التي تنهك المتبقي من الموارد.
الذكاء في صناعة السياسة هذه المرة، هو عدم تكرار اخطاء اتخاذ الفرق العرقي و المذهبي او احدهما ليكون سبب في حرب مبنية على انتقام لروايات التاريخ و استكمال احكام قائمة على التصورات لا على اليقين.
اعتقد ان المرحلة الحاضرة لا سيما بعد حصاد معارك متعددة في المنطقة داخلية تخص الانظمة او خارجية عبر دعم قوى على حساب اخرى جرى تشخيص الخطأ فيه بسرعة و معرفة ما سيترتب عليه من خسارات ان جرى نجاح تبريرها فلا نجاح في ترميم اثارها، ولذا فقد جرى التحرك نحو التهدئة السريعة و ركن كل اصوات التشنج و التطرف جنبا بحثا عن مخرج آمن.
كنا في حزبنا الديمقراطي الكردستاني، سيما و نحن نمتلك مع اشقائنا و اصداقائنا في المحيطين العربي و الاسلامي علاقات تاريخية، كنا نؤشر دوما الى ان السلام حتى ان لم يكن سهلا اذا ما راكم الخصوم حججهم على طريقه، يبقى هو الافضل وان بدا بطيئا .
{ مسؤول الهيئة العاملة للمكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني.