للبلدان موحدات ومقسمات ، من اجتمعت فيه الموحدات كان قويا عصيا ، ومن غلبت عليه المقسمات كان فريسة سهلة ، ومذ سقط نظام التمييز والتقسيم والتفريق ، واعتلى مظلوم الامس السلطة ، واعداء العراق في حراك مستمر من أجل وأد الأصول وتوهين المشتركات واختلاق الحدود والمختلفات ، مرة بافتعال ازمة الطائف وثانية باختلاق اشكالية القومية وثالثة بالنقر على وتر الهوية ، ناسين او متناسين اصحاب المشاريع التقسيمية أن العراق واحد وإن كره الباغضون ، ودون شك أن استهداف الوحدة العراقية واللحمة الوطنية ليست الاولى ، فقد رفع الزائل وهو يسعى لقتل الموحدات واختلاق المفرقات ، شتى الشعارات فالشيعة شعبويون والكورد انفصاليون والسنة متسيدون ، فوزع بشعاراته التفريقية ظلمه بعدل لتشمل الجميع دون تمييز وإن بدرجات ، لكن المشتركات ابت الا أن توحد وتسقط المخططات والمؤمرات . ومذ زال عرش الدكتاتور وسقط حكم الظالم ومَنَّ الله على المظلوم بنصر ، راح مثلاً لكل الشعوب المقهورة ، وأروقة كل من اراد بالعراق شر منعقدة ، من أجل تسفيه النصر وتشويه التجربة ووأد فكر من خطط للانعتاق والتحرر ، بتصوير نصر العراق هزيمة ، وحرية شعبه قيد ، ونجاح تجربته اخفاق ، لكن إرادة شعبه أبت الا ان تنتصر ، ومشاريع قادته الوطنيون عزّت الا أن ترى النور ولو عرقل الباغضون.
مشروع ثقافي
وربما كان الرائد وليس الاخير مشروع المركز الثقافي العربي الكوردي الذي بادر لوضع بواكير تأسيسه واحياء فكرته وتمويل مستلزماته فخامة الرئيس رشيد ، كيف لا وهو السائر على خطى المؤسس الراحل الكبير مام جلال ، الذي قلده الامام السيستاني وسام لقب صمام الأمان ، في زمن فارقت فيه الوطنية والمسؤولية بعض من تصدى ، وليس لافتاً على من عرف تاريخ السيرة والمسيرة بين المؤسِس الراحل المام والمتصدي الرشيد ، زيارة الرئيس عبد اللطيف الى قبر الراحل الكبير المؤسِس في اليوم التالي لافتتاح المركز ، وكأن لسان حاله يقول نحن السائرون على خطاك وحاملوا لواءك ، ففخامة الرئيس عبد اللطيف ، رافق وسمع وشاهد وتأثر بفكر المؤسِس ، فسار على خطه التوحيدي ، وتزامناً مع الحدث اقامت مؤسسة الراحل المناضل الاديب المفكر ابراهيم احمد حفل توزيع جوائز التميز لمن كان لهم دور مشهود في مقارعة الدكتاتور ، ممن كتب وأرشف وترجم ووضع بصمة على طريق التصويب والتصحيح ، فكان الأسبوع حدث للثقافة والتميز بعد أن افتتح فخامته معرض ابتكارات طلبة ، الشامخة جامعة الصمود والتحدي جامعة السليمانية ، ويبدو أن هذا التمييز الثقافي الابداعي أثار حفيظة من اغاظته النجاحات وتتابعت عليه التألقات فراح يعبر عما جال في نفسه من حسد ، باختلاق الافتراءات وافتراء الادعاءات وبث الدعايات علها تغطي ما اختلق من اكذوبات على النجاحات، وبالقطع أن الشمس لا تغطيها ثقوب صغيرات ، فقد أزف موعد التصحيح وانطلق مركب التصويب وبانت بشائر التميزات ، فالعراق وطن الكرامات وبلد النجاحات ومنطلق التصويبات وإن كثرت الطعنات وازدادت التآمرات وتكالبت العداوات ، فوطني يمرض وغيره يموت والأمور بخواتيمها والعاقبة لمن قدم وضحى وأخلص .