يبدو ان الموصل اصبحت الميدان الخصب لحصد الاصوات الانتخابية القادمة في نهاية هذا العام (اذا صدقت الحكومة في وعدها ) بعد ان اصبحت مواردها مستباحة للسائل والمحروم منذ عمليات تحريرها او بالاحرى (تدميرها) في 2017 .
في موسم الانتخابات السابقة استخدم السياسين هذه الوسيلة وجاءوا الى الموصل مرتدين القبعات وال تي شيرت( البراند ) والتقوا بالمواطنين المنكوبين وسط المدينة المنكوبة موزعيّن الابتسامات والوعود المعسولة ثم عادوا سريعا الى مقراتهم الفخمة في بغداد وللاسف حصلوا على ما ارادوا من مقاعد برلمانية جعلتهم يدّعون بأنهم ممثليّن الموصل بل ممّثلين المكّون باكمله .والغريب ان أغلب سياسيّينا صدّقوا الغرباء وقدموا لهم فروض الولاء والطاعة بسذاجة او بشهوة المنصب المترسخة بنفوسهم ونفذّوا الاوامر الصادرة من (أعمامهم ) رؤوساء الاحزاب القادمة من الانبار وصلاح الدين وبغداد .واليوم يشتكي هؤلاء من ظلم واجحاف الموازنة اتجاه محافظة نينوى ويعلنون رفضهم لهذه الموازنة ناسين او متناسين ان من اعد الموازنة وسيّصوت عليها هم ذات الاشخاص الذين مشوا خلفهم ونفذوا مشروعهم الفاسد في الموصل .ليعلم هؤلاء السياسيين ومن خلفهم احزابهم الدخيلة ان اهل الموصل لن يسكتوا على ضيم واذا كانوا الان ساكتين على مضض نتيجة ما عانوا من داعش و ماعش فسيأتي اليوم الذي يتعافون فيه ويطالبون باستعادة الحقوق والهوية ولحين ذاك اليوم سيستمر مسلسل الزيارات السياسية( السياحية ) للموصل وسيغرف من مواردها المستباحه للسائل والمحروم مستغلين الفراغ السياسي الواسع في المدينة وضعف الحكومة المحلية الغير قادرة على مواجهة التحديات الخطيرة المحيطة بالموصل وأهلها .
اقرب مثال على وضع الموصل المؤسف هو كلام ذاك السياسي( الدخيل ) على الموصل في تصريحهِ اللئيم :((أنا قادر على جَر أعضاء مجلس محافظة نينوى من أذانهم ليقيلوا محافظها وينتخبوا المحافظ الذي أنا أريد!!)). لكم ان تتصوروا الى هذا الحال البائس انحدرت الموصل .وستبقى الموصل مستباحة ، ضعيفة فاقدة لحجمها وهويتها يلعب فيها من يشاء لحين عودة الوعي لاهلها و حتى يغيّروا ما بأنفسهم بالمشاركة الواسعة في الانتخابات القادمة وان يحسنون الاختيار .
فهل نحن فاعلون ؟!