-1-

المشاركة الشعبية الواسعة التي قاربت نسبة 90 بالمئة من الناخبين الذين يحق لهم التصويت في انتخابات الرئاسة التركية كانت احدى اهم النقاط الملفتة للنظر في معظم دول العالم .

-2-

والسؤال الآن :

ما هو سر الاندفاع نحو هذه المشاركة الكثيفة ؟

اهو الصراع المحتدم بين أيدلوجيتين بين الاسلام والعلمانية ؟

-أم هو الاختلاف بين النهجين :

يمثل أحدهما التطلعات الوطنية والثاني الانحياز الى المنظومة الغربيّة مدعوما باسناد الولايات المتحدة الامريكية وأوربا ؟

وهل للصراع القومي { التركي – الكردي } أثر في شدة الرغبة في المشاركة؟

ويمكن القول :

ان لكل واحد من العوامل المذكورة أثره الفاعل في تصعيد نسبة المشاركة الى ارقام قياسية لم تشهدها عمليات الانتخابات البرلمانية والرئاسية سابقا .

-3-

انّ الاصرار على المشاركة في الانتخابات يعني استيعاب المسؤولية الملقاة على عاتق المواطنين عن حاضر البلاد ومستقبلها عبر اختيار مَنْ يرونه الأصلح لادارة شؤون البلاد، وبالتالي فالمشاركة الكثيفة هي سمة من سمات النضج السياسي ، والحس الاجتماعي المرهف الذي يعي خطورة الموقف .

-4-

وعند مقارنة نسبة المشاركة الشعبية التركية في الانتخابات النيابية والرئاسية بنسبة المشاركة في الانتخابات النيابية العراقية نجد الفارق كبيراً للغاية حيث كانت نسبة المشاركة العراقية متدنية للغاية .

وهذا الانخفاض في النسبة يكشف عن انعدام الثقة بالعملية السياسية برمتها ، لا بالانتخابات وحدها .

-5-

اننا مقبلون على اجراء انتخابات مجالس المحافظات في 6 /11 /2023 والكتل السياسية بدأت تحضيراتها الخاصة في هذا السياق ، ولكنّ المواطن العراقي مازال على فتوره من الانتخابات … وهذا الفتور والزهد في المشاركة لا يصب في مصلحة البلاد والعباد بل يصب في مصلحة المحترفين السياسيين الذين يتقنون فنون التسلق والصعود الى مواقع يفيدون منها على حساب الصالح العام .

-6-

ان المشاركة الشعبية الواعية مطلوبةٌ ،وبشكل أكيد ، بُغيةَ ايصال العناصر الوطنية الصالحة الى مواقع صنع القرار الصالح، بعيداً عن حسابات الربح الشخصي أو الفئوي لمن تسنم المسؤولية في تلك المجالس وبعيداً عن الحسابات الطائفية والقومية والعشائرية .

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *