بعد ان ازيح الستار عن الاختبارات الوزارية للمرحلة الابتدائية للعام الدراسي الحالي،وبين سهولة وصعوبة واخطاء وهفوات ، مضت الامتحانات وغدت بخيرها وشرها..ولم يبق للتلاميذ واولياء الامور سوى الانتظار…وما اصعبها من ايام…وها نحن على عتبة الامتحانات الوزارية للمرحلة المتوسطة ومن ثم الاعدادية … وقلوبنا ترتجف خوفاً ونحن بانتظار مبدعينا من الاساتذة وهم يستعرضون قدراتهم الخفية في رسم لوحات مرعبة لطلبة العلم الذين غدوا كارهين للمدارس ومؤسسيها منذ قرون مضت. نظام تعليمي قائم على هدم التعليم وزرع بذور الجهل في عقول غدت فريسة سهلة للفكر السيء وتجاره ، تاركة ميادين العلم بشتى فروعها بصعوبة مناهجها التي ما انزل الله بها من سلطان….فحين تغدو مادة الاجتماعيات لطلبة الدراسة الابتدائية ،تلك المادة التي من المفترض انها ترسم لوحة العراق بمحافظاته وتاريخه وجغرافية ارضه وروعة وجوده، حين تغدو مادة منبوذة من قبل الطلاب ،فلم يعد الطالب قادرا على التركيز واستقبال معلومات متشابهة عن مناطق مختلفه من بلاده، كيف لنا ان نرجوا من جيل بأكمله ان يحترم وطنه ويعتز بتاريخه وهو كاره له ولايمثل هذا التاريخ سوى كابوس يومي يخاف ان ينساه في الامتحان فلا يمسي ضمن عداد الناجحين؟؟ مؤامرات لهدم اجيال قادمة، خطط بعيدة الامد لصنع جيل شره متحمس لحياة جميلة لكن جمالها يجب ان يكون بلا علم ولا ثقافة ولا دين ولا تاريخ…انهم يزرعون الجهل في جنائنٍ معلقة على ارض نبوخذ نصر ، ارحموا القادم من الاجيال وانصفوا اطفال العلم ، نداء (لم ولن يصل ) الى كل شخص وكل مسؤول في التربية والتعليم، ستجنون يوماً ما انتم زارعون، فأحسنوا بذركم كي لا تحصدوا ثماراً يابسة لا حياة فيها… قلوبنا معكم ابنائي التلاميذ ودعواتنا لكم فأنتم مستقبلنا الذي غدى في درب مجهول .