حينَ يتعبُ الفجرُ
تتشظّى المسافةُ الحُبلى بحكاياتٍ مهجورةٍ
وتَصطدِمُ الحواسُّ بنبضها الخافتِ
الوردُ اللّائِذُ بٍنِثارهِ الخَمريّ
متروكٌ لعُهدَةِ المللِ
كأسٌ نبذتها أعراسُ الغيمِ
تتآمرُ على جسارةِ الصّمتِ
تمنحُ الجَفنَ الناعسَ يقظتهُ البدائيّةَ
الدروبُ التي أكلها الترَقّب
تواصلُ انطفاءها المحمومَ
وفي الأعالي شُهُبٌ تلبَسُ ثوبَ الأمنياتِ
وخلفَ أبوابِ التَمَنّي
حزنٌ يورقُ في قشعريرةِ الذبولِ
حينَ يتعبُ الفجرُ
تتثاءَبُ بوصلةُ القلبِ
وتمشي المسافةُ حافيةً
والعابرونَ في اللامكانِ
يتأملونَ الغياب..
يُصادِقونَ ثعبانَ الأرقِ
لاتحسدوا فجراً وهبتهُ الريحُ للعراءِ
دعوا القلبَ يحتفي بانتصارِ الهزائمِ
فالصرخةُ النبيلةُ أوجاعُ الكمانِ
الأرواحُ المرصودةُ لخيمةِ البردِ
كينونةٌ في ضِلعِ العشبِ المهاجرِ
والمدنُ الغارقةُ في رماد الذهولِ
تلعنُ سوءَ طالعها
حينَ يصحو الفجرُ
يلوذ الضوءُ الكئيبُ بشرفاتِ الموتِ
ثمّةَ ذكرياتٌ تجولُ في أزقّةِ الوحشةِ
ومساءٌ يُنادِمُ أسلافَهُ
على مدخنةِ اللّيلِ
ثمّةَ بحارٌ مرهونةٌ للحرائقِ
تَبَرّجتْ بدمِ النارنجِ
ثمّةَ حبلاسُ الشام ينتحبُ في الأخضرِ الورِع
ثمّةَ طفلٌ يتقاذفهُ الملحُ
يَهذي بضحكةٍ تَسَعُ الكون
خُيّلَ إليه..
حينَ اتّحَدَتِ الجّهاتُ ببكاءِ الزّبَدِ
أنّهُ يجُرُّ البحرَ من أذنهِ
ويرمي بهِ عارياً فوق قُطعانِ الغيمِ
يامولانا..
ياإلهَ البحارِ الضّالّةِ
أنا البذرةُ التي قضَتْ نحبها على شاطىٍ بعيدٍ
لستُ الكَراكِيَّ القادمَ
من أرخبيلاتِ الفرحِ
أنا طائرُكَ الشَجيّ
جرحي طازجٌ
وجفنايَ ملاذُ الرّملِ والصدى
قدماي متعبتانِ
دمي أزرقُ
وصدري مُتحفٌ للغيابِ

 

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *