منذ كنت غضاً صغيراً
لم يكن حلم الثراء يراودني
ولا تقبيل النساء
فقط كنت أريد أن أكون فتى يوجياً
أن يكون لدي شيء من القدرات الخارقة
ليس بالضرورة أن أمشي على الماء
أو أقاوم الجاذبية
أو أحرك الأشياء عن بعد
لكن أن أتنبأ بحركة النمل
حين يصطف لادخار أقواته
لمواسم الشتاء القادمة
أن أقرأ الطالع في مرآة سائق الميكروباص
حين أقوم بلم الأجرة
أن أصحو دون صياح الباعة
أو رنين المنبّه
واستعيد نشاطي بغير القهوة
كنت أخاف الأماكن المغلقة
والمرتفعة
وأحلم بالطيران داخل علبة كانز
كنت أحلم بأن أحرق العالم
بعلبة سجائري
وأن أنقذ حبيبتي بلفافة رقيقة
من مناديل الورق
في امتحانات الكلية
كنت أجيب عن مسائل القانون
بمسدس صوت
خالي من الرصاص
وفى امتحانات الشرطة
كنت أجيب عن أسئلة الذكاء
بغباء منقطع النظير
في الحربية
حاربت طواحين الهواء
وقفزت إلى الجحيم بغير ثقة
في الشارع
كنت أقذف المارة
بثمار الجوافة التي أكرهها
حد الجنون
كنت أحب سينما علي بابا
لأنها تعرض فيلم “أبي فوق الشجرة”
ونادي السينما الذى كان يعرض
“الهروب الكبير” و”العظماء السبعة”
كنت أقرأ كتب السحر
وتحضير الأرواح
و رحلات جيلفر
ثم أدفن رأسي تحت الغطاء
خشية الناموس الذي يطن في أذني
حتى الصباح
في أول يوم عمل
لم يكن هناك عمل
أو كرسي أجلس فوقه
لأبدد الوقت الفارغ من المعني
فوقفت طوال اليوم
أرسم على الجدران
رجلاً يدخن السجائر ويشرب الشاي
و يثرثر بغير طائل
وعندما تزوجت
صرّحت لي المرأة التي صارت زوجتي
بأنى لم أكن خارقاً أو جذاباً
ولم تفكر يوما بأن تتزوج برجل مثلي
لكنها كانت تمارس “الكارما يوجا”
أي..
يوجا العمل الصالح!
من ديوان”فوبيا المشي على حبل الغسيل”)