لم نعُد بخير
بالأحرى لم نعُد كما كنا
شيء ما يُسرق بليل
شيء ما يتمزق علي الأرصفة

تقول التي فى عينها حَور
إقرأ لي أوراد جسدي
أصابعي مسبحة
وتحت أقدامي تنبُت الأزهار

أنا المُهترئ الروح
أجوب طرقات المجرة اليابسة
أحمل علي وِزري عبء الهروب

هروبي من اللاشيء
أترك خلفي
ملاعق متسخة من لذة الموت
أترك خلفي
مناشف تغذت من سُهادي
أزهاراً منسية في قَعر بيتي
ذكريات تنكرت لي ..

أترك خلفي
قطة جاري التي ألِفت سردي الطويل علي ظهرها
جارتي التي تمضُغ ثرثراتها ..
وتتُفها ..
إبريق الشاي الذي تمرد علي غلياني
كلبي الذى يلحس ما تبقي من دمي

الكثير من الحكايات التي لم تكتمل
كل الأُنس الذي مات في براحات خدِك
وأنا في طريقي نحو القُبل ..

في الحي
قنبلة سقطت سهواً بفناء داري
نخاعي مازال معلقاً على السياج
شرفتي يطل منها شيطان الخراب

في الحي
شرطي مجنون يحمل درب التبانة على كتفهِ
يعربد داخل أغطيتي ..
بيتي في إتكاءته المسائية
منشغل بإشعال غليونهِ
وكأن الأمر لا يعنيه ..

في هروبي ..
كانت الطيور حُرة
كان للأصوات صدى
صوت ينغرس فى خاصرتي
للصدى وخز كوخز الخَدر ..
نَمْل كثير يجري فى راحة قدمي ..
ويشعلني بالركض ..

الركض من القنابل
من قطة جاري
من لحس كلبي
من صوت مضغ جارتي لثرثراتها
من غليون بيتي الصديء
الذي يملأ صدري بدخان الخيبات ..

يا بلاد الله الواسعة
أمنحيني مسنداً لجروحي
وموقداً للدفء
وبراحاً
لأسلِم ما تبقي من روح

 

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *