العار هو كل مايدفع الإنسان للشعور بالخجل والندم والتحسر نتيجة لقيامه بفعل معيب ومخل ومخالف للقانون والعرف والخلق وماإعتاده الناس من سلوك قويم ومتزن ومتفق عليه عبر تاريخ البشرية الذي قام على قوانين وعادات وأعراف ترعى الطبائع الصحيحة وتحفظ السلوك المتزن وتديمه بوصفه ضابطا لحركة الحياة والمجتمع وهناك من يخالف ذلك من أفراد ومجموعات وحكومات ومنظمات وكيانات ومنها من يتخذ من السلوك العار منهجا وطريقة للإدارة والحكم وتنفيذ الأجندات الخبيثة التي تستلب الحقوق وتكبت الحريات وتستهين بالمواثيق والقوانين الدولية كما يتضح حجم التواطؤ مع الكيان الغاصب حين تتجاهل حكومات الغرب وفي مقدمتها أمريكا جرائم الإحتلال ضد الشعب الفلسطيني وأطفال فلسطين الذين يتعرضون لإنتهاكات جسيمة وإعتداءات جسدية وحرمان من الحقوق الطبيعية والتصرف بطريقة عبثية متعصبة ومتطرفة للغاية تلغي كل حق وتتجاوز كل قانون وعرف إنساني.
تنشر مراكز أبحاث ودراسات ووسائل إعلام ومنظمات حقوقية العديد من التقارير التي تشير الى حجم المأساة التي تواجه الأطفال الفلسطينيين، ومايتعرضون له من قمع وأذى، وكيف يتم تجاهل ذلك من أدعياء الديمقراطية وحقوق الإنسان الذين يضعون قوائم العار كيف شاءوا ويدرجون من شاءوا من دول ومنظمات، ويتجاهلون من شاءوا وبحسب المصالح، بل ويتأكد يوما بعد آخر إن إن أغلب المنظمات الدولية والمؤسسات المالية والديمقراطية والمدافعة عن حقوق الإنسان والحريات إنما هي أدوات قمع تتوجه ضد من يخالف قيم الغرب ومصالحه ورغباته وميوله التي ترعى مصالحه، ولايمكن الوثوق بها للأسف بعد جملة تجارب قاسية، ومنذ نكبة الإحتلال عام 1948 والى يومنا هذا حيث تكررت المؤتمرات والندوات التي يقيمها مجلس الأمن والأمم المتحدة وهيئات دولية، فإذا وصل الأمر الى مناقشة جرائم إسرائيل تتوقف الحركة، وتخرس الألسنة، وتصم الأذان، ويحاول الجميع العبور الى موضوع آخر، وعدم الخوض في جرائم إسرائيل وإنتهاكاتها المستمرة ضد الشعب الفلسطيني والطفولة تحديدا.
وبحسب تقرير دولي فإن ( إستثناء إسرائيل المستمر من قائمة العار يلحق ضررا جسيما بالأطفال الفلسطينيين. وجد تقرير الأمين العام أن القوات الإسرائيلية مسؤولة عن إصابة 975 طفلا، و110 هجمات على مدارس ومستشفيات في 2022. حمّلت الأمم المتحدة أيضا إسرائيل مسؤولية عن إصابة أكثر من 6,700 طفل فلسطيني بين 2015 و2020. لم يضف الأمين العام إسرائيل إلى قائمته قط، رغم أنه أضاف قوات أو مجموعات أخرى مسؤولة انتهاكات أقل بكثير). وعادة مايقال: شر المصيبة مايضحك، ولكن كيف لنا أن نضحك والمصيبة كبرى ومفجعة وفظيعة حين تجد حجما من المؤامرة غير مسبوق يواجهك أنى ذهبت، ويعترض سبيلك، ولايسمع لك من رأي، وعليك أن ترضخ أمام علو وغطرسة المحتل ومن يحميه ويسهل له العمل والحركة والمرور الى حيث يشاء من مواضع وأماكن ومناطق لايصلها أي أحد دون دعم وتغاض وتساهل وتواطؤ مقيت.
وحتى لو تجاهل أنتونيو غوتيرش ذلك، ورضخ لإبتزاز الغرب فإن الواقع يحكم إن أي قائمة عار تتصدرها إسرائيل التي تتسمى بإسم نبي طيب القلب رحيم محب مشفق، وكانت آخر تأكيدات واشنطن على دعمها لآلة القتل والإجرام الصهيونية عقد صفقة لبيع سرب من مقاتلات F35 يتألف من 25 مقاتلة من المؤكد إنها لن تحلق لتنثر الورود، وتلقي أعلاما وتباشير فرح وسلام، بل هي آلات قتل معدة لشعب فلسطين ومن ينصره. ولعل ماجرى في جنين من إقتحامات وعدوان وقتل شاهد آخر على وحشية العدو الذي نواجه، والذي يبيح دمنا ومانملك، ويرفض أن يكون لنا وجود على هذه الأرض مع إن الأرض لنا وستبقى.