سؤال عميق تطرحه جماهير المتظاهرين غدا هناك الف جواب و جواب عليه .
جان روستان في كتابه مذكرات عالم أحياء يقول : اقتل فردا فانت قاتل ،اقتل الملايين فأنت فاتح،اقتل الجميع فأنت الله .
و في بلدي رايت ان السلطان كان المتهم الأول في قتلي . فهذا السلطان دفعني الى حروب كاذبة الأهداف على مدى التاريخ كله خادعا اياي بانها دفاع عن عقيدة أو وطن أو نفس او مبدأ، لكني عندما قتلت علمت أنني قتلت دفاعا عن مجد ذلك السلطان و كرسييه المطعم بالزمرد و الياقوت و لا علاقة لموضوع قتلي بأي عقيدة او وطن أو مبدأ.
الذي قتلني هو الفقر و الجوع و المرض الذي سلطه الاخرون علي ، من حاشية السلطان الأعور الذي لا يرى الا طبقة واحدة من شعبه هم حاشيته و خدمه و مطبليه و وعاضه و متملقيه و رداحيه و ذباحيه و ذلك الجيش الجرار الذي اعده لي ليقتلني اذا ما سألت: من قتلني .
الذي قتلني هو الجهل و عمليات التجهيل التي جعلتني افقد كل ما تعلمته سابقا من حق و حقيقة و حقوق فأضاعوا علي عقلي و حياتي و دربي في هذه الحياة .
الذي قتلني ما وفروه لي من علوم زائفة و تاريخ كاذب و مستقبل اظلم من الظلام نفسه ، و ما عاد يهمهم أن أمكث في مقبرة ام على ناصية الطرقات أم في قمامات الوطن المتعفنة بهم .
من قتلني ؟
كثيرون هم الذين قتلوني . فلم أعد اتذكر أكثرهم ، فقد نصحوني بالنسيان لكنهم نسوا أنني انسان . المهم ان يعي المتظاهرون ان لا يتنازلوا عن أهم مطالبهم بالتغيير الكلي والنهائي لهذا النظام. وان الإصلاح يعني ترقيع لن ينفعهم ولن يكشف عمن قتلهم