قاسم الغراوي
كاتب / محلل سياسي
بوتين “قال مرارًا : ‘إذا لم توجد روسيا، فما حاجتنا للكوكب؟’،.
رغم تاكيدات بوتين وتنبيهه في اكثر من لقاء في المؤتمرات مع الدول الاوربية وخصوصا امريكا الى ضرورة اعطاء ضمانات امنية مكتوبة لروسيا في حالة انضمام اوكرانيا للناتو الا ان الجميع كان يرفض ذلك ،ومع هذا فان بوتين كان يفكر بطريقة مغايرة ربما لم يتوقعها الخصوم حينما تفاجا الجميع بغزو
جزيرة القرم عام 2014 وضمها لروسيا ومع ان هذه الدول لم تقف حائلا امام تقدمة الا انه انتصر اخيرا .
ويعيد بوتين الكرة تجاه اوكرانيا لكن الوضع تغير كثيرا عن سابقاتها رغم التقدم الملموس والدخول بقواته العسكريه درءا للمخاطر الامنية (حسب اعتقاده ) والتي تحيط ببلاده .
بالرغم ان الدول الاوربية لم تبدي رد فعل قوي واكتفت بعضها بالاستنكار والصلوات والشجب وحتى الرئيس الاوكراني كان يائساً من موقف هذه الدول ورغم عدم قناعته بترك البلاد حينما اشارت له امريكا الا انه طلب التفاوض مع بوتين لانهاء الحرب .
امريكا وبقية الدول الاوربية اصدرت حزمة من العقوبات الاقتصادية والمالية والرياضية ولغاية غلق الاجواء والحضر وتجميد الاموال واخراجة من مؤسسات دولية ومالية واهمها (سويفت )جمعية الاتصالات المالية بين المصارف في العالم حيث
ربط اكثر من 200بلد وسيواجه مشاكل حقيقية في التعامل مع دول العالم في هذا الجانب.
وبعد مرور اربعة ايام بدت هناك مواجهات ومساعدات واسلحة واموال تصل الى اوكرانيا لتكون حسابات الوقت بالنسبة لروسيا غير متوقعة في انهاء وحسم المعركة مع كون المفاوضات بين الطرفين لم تصل لنتيجة في جولتها الاولى.
اعتقد تم توريطه دون مواجه وبهذه العقوبات قرر ان ينتقل الى تحدي اخر للعالم وخصوصا دول اوربا فوضع السلاح النووي في حالة تاهب ردا على هذه المواقف ومواقف بعض الدول التي بدات بارسال السلاح والاموال .
حينما توقعت الغالبية من دول اوربا بان بوتين لم يجرؤ على ضم القرم ، لكنه ضمها . وحينما لم يتوقع احد بانه لم يبدا الحرب في دونباس ، لكنه فعلها وكذلك غزو اوكرانيا لم يكن بحسبان قادة دول حلف الناتو لكنه فعل وقد حذر الدول
)، موجهًا إنذارًا مخيفا : “لكل مَن يفكّر في التدخّل من الخارج – إذا فعلتَ، فلسوف تواجَه بعواقب أكبر من كل ما واجهتَ في تاريخك”.
وفي هذا الإنذار “تبدو كلمات بوتين كما لو كانت تهديدا مباشرا بحرب نووية”،
بوتين “قال مرارًا: ‘إذا لم توجد روسيا، فما حاجتنا للكوكب؟’، لكن أحدًا لم ينتبه.
إن بوتين يهدد بتدمير كل شيء – كل شيء إذا لم
تُعامَل روسيا بالطريقة التي يرتضيها هو”.
نحن امام مواجه حاسمة لن يتراجع عنها بوتين فهو اما ان ياخذ بروسيا للامام كقطب دولي منافس ورقم صعب في المعادلة الدولية يحسب له الف حساب واما ان يواجه هذا الحصار الدولي وحزمة العقوبات ولن يستسلم .
وفي وثائقي نُشر عام 2018، يعلق بوتين قائلا: “إذا قرّر أحدهم تدمير روسيا، فإننا نملك حق الرد القانوني. نعم، ستكون كارثة على الإنسانية والعالم. لكنْ كمواطن ورئيس لدولة روسيا. ما حاجتنا لعالم ليست فيه بلادنا؟”
ويثير ذلك تساؤلا مثيرا للقلق هو: “هل يقدم على ضغط الزرّ النووي أولًا. هل يفعل؟”