الكاتب صادق السامرائي
إنشغل الأقوياء ببعضهم , وما عادت لديهم القدرة على رعاية غيكم وطيشكم وسذاجة أفعالكم , وعليكم أن تستفيقوا وتتعلموا وتتضامنوا , وتكوّنوا كيانا متآلفا متعاونا , وتذكروا قول المهلب بن أبي صفرة:
“كونوا جميعا يا بني إذا اعترى…خطب ولا تتفرقوا آحادا
تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا…وإذا افترقن تكسرت أفرادا”
وها أنتم قد تكسرتم واحدا بعد الآخر على مدى عقود , فعليكم الإعتصام بأمتكم وببعضكم , وتؤسسوا حلفا دفاعيا تضامنيا يتفاعل على كافة المستويات , وخصوصا الإقتصادية والإستثمارية.
بل على دول المنطقة أن تغتنم الفرصة , وتقيم كتلة إقليمية ذات ثقل دولي مؤثر , يدرأ عنها صولات الآخرين.
فالمنطقة عليها أن تكون سيدة ذاتها وموضوعها , وتتكاتف وتتكافل , لا أن تتعادى وتقوِّض إقتدار بعضها البعض , وتبدد ثرواتها بشراء أسلحة من الآخرين لتدمير وجودها.
فتحرروا من الصراعات البينية , وإبتعدوا عن الحروب بالنيابة , فأنتم أبناء أمة واحدة , وتجمعهم مشتركات غير متوفرة لدى الدول الأخرى , التي نظمت حياتها تحت أجنحة تحالفات تساهم في الحفاظ على وجودها , وحمايتها من الآخرين.
فإتحاد دول المنطقة سيؤلف قوة ذات تأثير في الدنيا , فهل ستستوعب فرصتها وتستثمرها , وتستعيد إرادتها الحضارية وإقتدارها المكين.
أيها العرب أنتم قادة هذه الفرصة وعليكم إغتنامها قبل فوات الأوان , فإذا تحالفت دولكم من أجل أمنها ومصالحها الوطنية , فالدول الإقليمية ستختار الإنضمام للحلف , الذي سيقويها ويمنحها طاقة جديدة للتفاعل الآمن.
أجل أنها فرصة تأريخية لن تتكرر , فعلى دول الأمة أن تكون بقظة متأهبة متحفزة لبناء وجودها الأقوى , فربما ستندحر عقود التبعية والذل والهوان , وتنفيذ إملاءات وأجندات الطامعين.
فهل سترعوي الكراسي؟!!