رغم أن تفكيري يقظ، لا يحيد أبدًا عن جادة وضوابط العلوم المادية الحديثة البعيدة عن الخرافات، بإعتناق حرفية المنطق الذهني المبني على أسس رياضية رصينة من الإدراك المعرفي السليم، لكني، ويا للمفارقة، أجد نفسي يومًا بعد يوم، أغرق بخبرات وتجارب متراكمة تناقض أفكاري المنطقية وتوجهاتي العلمية وتسير منطلقة دون توقف في الاتجاه المعاكس !!
ومؤكد يوجد هناك من لا يتكلم عن تجربته الشخصية خشية الإحراج الذي قد يواجهه، لكنه يعيش نفس هذه المحنة الفلسفية التي جعلتني في أحيان كثيرة أبدو متناقضًا في طروحاتي بين العلم والخرافات لمن لا يعرف كل الحكاية ولم يتذوق من نفس الكأس.
لقد جعلتني التجربة الشخصية في هذا المضمار أعيد النظر بمفاهيم وثوابت وقوالب علمية كان يستحيل كسرها ونقضها بالنسبة لي، ولذا لا ألوم أبدًا كل من لم يُمنح الفرصة التي منحت لي، أن ينتفض محتجًا للدفاع عن مبادىء العلم والمعرفة الحديثة وهو يراها تنتهك بمزاعم لا يمكن اثباتها في المختبر.
ان قائمة مفاهيمي وقناعاتي الشخصية الجديدة المناقضة للعلم كما نعرفه اليوم توسعت لدرجة صرت فيها أتساءل مع نفسي عما إذا كانت حقيقة الواقع سائلة، غير ثابتة أو قياسية كما نتوهم، غير انها تتمظهر بأشكال ذاتية متعددة، توافقنا لنعيش برفاهية مادية على أرضيتها الرخوة ليس إلا..!!
وتشمل قائمتي “اللاعلمية” التي أحملها في عقلي الموازي كل ما يمكن أن نقرأه ونسمع به من أساطير غابرة وقصص مستحيلة الحدوث بحسب وجهة النظر العلمية الحديثة. إذ تجدون فيها، لا على الحصر، إمكانية غامضة من الناحية السببية بقدرة الإنسان على كسر قواعد الفيزياء والتنبؤ بالمستقبل، كذلك المقدرة غير المحدودة على التأثير النفسي “سايكوكينيزيا” في المادة من حولنا. وتجدون أيضًا في قائمة معتقداتي الجديدة ان العقل ليس هو الدماغ، ومن الممكن أن ينفصل عنه ويغادر الجسد. توجد كذلك الأرواح المتجسدة، والوعي الثنائي المشترك، والمصادفات التزامنية ذات المغزى…الخ
بالنسبة لتجربتي الخاصة أعتقد أن ستيفن هوكينغ قد وقع بخطأ جسيم عندما قال:
“ليس هناك الكثير من الأمور الشخصية في قوانين الفيزياء”.