بدءاً من ثمانينات القرن الماضي ، والعقود التي تلتها ، كنت من زوار الباحث الموسوعي الراحل حميد المطبعي ، في مكتبه المتواضع ، في داره الواقعة في حي الاعلام مقابل السيدية. اغلب الزيارات لوحدي. وبعضها مع اصدقاء. يستقبلك المطبعي بابتسامة. لا يشكو رغم حرارة حريق نلمسه داخله ، لكنه يحاول اخفاءه. يرحب بك المطبعي .. يستفزك . انه شخصية يصعب رفضُها. والبعض يقول يصعب تقبلها. تغادر ديوانه المتواضع ، وانت راغب بزيارة اخرى. وفي المستقبل القريب. مع الدكتور علي الوردي ذات مرة كتب عنه الدكتور علي الوردي قائلاً : المطبعي دليل القافلة الذي ينام وقت الرحيل. قلتُ للمطبعي : لقد هجاك الوردي . لان دليل القافلة يستيقظ ويحضر وقت رحيلها. اما الدليل الذي ينام وقت الرحيل، فلك ان تتصوره. !! هذا ما فهمتُه من قول الوردي. اجاب : لا.. ما يقصده الوردي ليس هذا. ان الوردي يقصد بانني لا اتطلع الى استفادة . ولا ابحث عنها..؟!. ديوانه متواضع . اثاثاً ومساحة. لكنه كريم في الاستقبال. ابتسامة وترحيباً. مواعين ضيافة تحوي فاكهة متنوعة. هنا ياتي الاستكان الساخن : شاي او كُجرات. في ديوان المطبعي ، طرق سمعي ، لاول مرة اسم ( كجرات ). ومن المطبعي عرفت انها قدمت من ولاية كجرات الهندية. في سامسون.. في هذه المدينة ، لعبت المصادفة دورَها. جلسنا في مقهى. الصديق الواسطي زهير البدري وانا. طلبتُ شاياً. اما البدري فقد طلب ما رغب بشربه. وعندما حضر ما طلبناه ، قال ابو سجاد : طلبتُ كُجرات. هذه هي المرة الثانية التي اسمع فيها هذا الاسم. بعد ان سمعتُهُ من المطبعي في سنوات سابقة. العرداوي والحسيناوي كتبتُ. وعقب الباحثان الصديقان عادل حسوني العرداوي الصحفي ، و نبيل عبدالكريم الحمد الحسيناوي ، على ما كتبتُ. مصححين وقد اضافوا. وتوالت التسميات : في تركيا يسمونه كورادو. وفي مصر يسمونه كركدية. وفي السعودية يسمونه الغجر. وفي العراق يسمونه كجرات. ويطول الحديث. رحم الله المطبعي.