لايختلف سراق الريف كثيراً عن سراق المدينة ، كلاهما لديهم هدف مشترك ورغبة في تملك ما ليس لهم ،فالكثير منهم يتبع فلسفة ماخف وزنه وغلا ثمنه ، وهي تعد من السرقات النوعية ، لان هذه العملية فيها تشابه كبير مع سوق بيع وشراء المناصب الوزارية ، كذلك الحال لا يختلف سراق الحضارة المتقدمة عن اؤلئك المتواجدين في سوگ الحرامية كما يطلق عليهم البغداديين،ليس فيها لهم اي لون الا لون ظلام الليل الذي يحمل بين طياته نشوة الصفقات التي تمت على اثرها السرقات .
من الطبيعي ان نجد العقل الجمعي قد وصل الى مراحل متقدمة من النضج السياسي، لذلك نرى ان اغلب القوى السياسية قد اصبحت باختبار وسباق حقيقي لبقاء واستمرارية وديمومة ايدلوجياتهم لمواكبة الحداثة والافكار المتجددة كونهم وصلوا لقناعات تقول ، ان الاستراتيجية الكلاسيكية التي جاؤا بها بعد التغيير عام ٢٠٠٣ لم تحقق شيئاً من اهدافها المعلنة وربما حتى المخفية لاسباب كثيرة منها ، ضعف الخبرة في ادارة الدولة وفشل اغلب القائمين على صنع القرار باتخاذ تحركات استباقية لغرض الامساك بصولجان التوازن بين قوة وتأثير العامل الخارجي المتمثل بالصراع الاقليمي ، ودور الولايات المتحدة وبعض الدول الاخرى في محاولة لفرض الاملاءات والتجاوز على السيادة، بغية غرس بذور السيطرة على مراكز صنع القرار السياسي في سنوات ما بعد الاحتلال ، بالاضافة الى اوراق الضغط الاقليمية وتحديات الارهاب وبقية المشاريع التي تهدف الى تمرير افكار لا تنسجم مع رؤية الواقع السياسي الذي يتناسب طردياً مع وزن وقوة ومكانة صدارة العراق في مجال الريادة والنفوذ السياسي بين دول المنطقة ،بعد ان كانت العربية السعودية ومصر وقطر في المرتبة الثانية والثالثة في حقب ماضية.
لم تُدرِك توابل المطبخ السياسي غير المتجانسة حجم وخطورة المشهد وكبر وعِظم المسؤولية التي تمس القرارات المفصلية، حتى بدأت نظرية تناطح الابل تطبق حرفياً وبصورة علنية كأسلوب جديد لازاحة الخصوم السياسيين، في محاولة لتقويض جميع الجهود الحكومية الرامية للحفاظ على السلم الاهلي والامن المجتمعي، ومنع سحب الشارع لمساحات غير مؤمن بها ، بل لم تتخذ خطوات دقيقة وعميقة انية وعاجلة تنبع من العمق العراقي بثلاث ابعاد استراتيجية فاعلة تخدم الشأن الداخلي وتمنع او تَحُد من تحديات تفتيت النسيج المجتمعي، وتذهب بإتجاه دعم الدولة، التي هي احدى دعائم المواطنة لاجل درأ المفاسد التي تُقدم على جلب المنافع.
انتهى ..
خارج النص / لاضير من استنساخ سياسات الدول المتحضرة ، وليس بمثلبة ان نحرر الفكر ونعيد التقييم من خلال حركات تصحيحية جديدة.