تُعدّ الانتخابات المحلية من أهم المحطات الديمقراطية التي تسهم في تحديد مسار الحكم المحلي والمشاركة المجتمعية في اتخاذ القرار تاريخياً، كانت مدينة كركوك ولاية تاريخية ذات أهمية استراتيجية وسكانية متنوعة، حيث يتنافس العديد من العناصر والقوى على النفوذ والتمثيل السياسي وتشهد الانتخابات المحلية في كركوك تحولاً – خطيرا خصوصا لدى المكون العربي- من التنافس القومي إلى الانحدار العشائري بعد ان كان التنافس القومي هو المهيمن على المشهد.
بعد انهيار النظام السابق في العراق، ومع سقوطه، تغير النظام الى الديمقراطية واساليبها في البلاد، ومنها الانتخابات المحلية في كركوك في بداية هذه العملية، كان التنافس يتركز على القوميات المختلفة الموجودة في المدينة، مثل العرب والأكراد والتركمان، إذ كانت هناك محاولات للتمثيل العادل لهذه القوميات في مؤسسات الحكم المحلي.
تصاعد التوترات والصراعات

مع مرور الوقت، بدأت التوترات والصراعات تتصاعد في كركوك بسبب النفوذ والموارد، حيث تدفع القوميات المختلفة نحو التنافس على المقاعد والمناصب في المجالس المحلية. تزايدت أهمية التمثيل السياسي لهذه القوميات في ظل تصاعد الخلافات بينها، مما أثر بشكل سلبي على الوحدة المحلية والحوار البناء.

التحول إلى الانحدار العشائري

مع مرور الوقت، بدأ التركيز يتحول من التنافس القومي إلى التحالفات والانحدار العشائري. حيث بدأت القبائل تلعب دوراً أكبر في الساحة السياسية المحلية، حيث يتم التركيز على تحقيق المكاسب من خلال الروابط العشائرية فضلاً عن الانتماء القومي.
تأثير الانحدار العشائري على الحكم المحلي
قد يكون للانحدار العشائري تأثير سلبي على الحكم المحلي في كركوك، حيث يمكن أن يؤدي إلى انعدام الشفافية والمساواة في توزيع الموارد واتخاذ القرار قد يزيد هذا النمط من الانتخابات من التوترات والصراعات الداخلية، ويعرقل تطور المدينة نحو مستقبل ديمقراطي أكثر استقراراً وتوازناً.

تشهد الانتخابات المحلية في كركوك المزعم اجرائها في كانون الاول من السنة الحالية تحولاً غير مسبوق بحيث يخدم اطراف على حساب الاخرين مفاده الانتقال من التنافس القومي إلى الانحدار العشائري وبلا شك اول ضحايا هذا التغير هو المكون العربي الذي متأثر بالقبلية اكثر من غيره، مما يعكس التحولات السياسية والاجتماعية في المدينة من المهم توجيه الجهود نحو تعزيز الوحدة المحلية وتعزيز الحوار بين القوميات المختلفة والقبائل، من أجل تحقيق تمثيل ديمقراطي عادل وإدارة فعالة للموارد المحلية.