إن ديننا الحنيف الدين الإسلامي هو دين الطيبة ودين الرحمة والإنسانية، لا يقتدي به أحد ويتبعه اتّباعًا سليمًا إلّا مَن رُزق قلبه طيبة بيضاء صافية، تُحبّ السلام والأمن والأمان والرخاء والتعايش السلمي بين أفراد المجتمع. الإسلام لا يقبل أصحاب القلوب العنيفة، القلوب المملوءة بالبغض والحقد، القلوب المتزمتة والمتشددة، التي جعلت الإسلام مصدرًا لسجن الأقوام واستبدادهم، وجعلت رب الإسلام رب الظلم والتعذيب والحساب (والعياذ بالله) الذين انشروا الدين بهيئة دين متزمّت مستبِد يفرض الفرائض تسلّطًا على الإنسان، يجبره وإلا يعذّبه عذابًا عسيرًا. والدين الحنيف لا يقبل هذه الانحرافات العقائدية التي تَمُسّه سوءً وتَمُسّ حبله المتين، ويضُدّها ويخالفها بل يحاسب فاعليها.وإن ديننا هو دين الرحمة والرضوان، دين الصلح والإصلاح، دين العلم والوعي والنفع. يهدف لخلق أقوام مسلمة واعية متعلّمة، مثقفة، منعَّمة بنعْمِة دين سماوي صالح يأخذ الإنسان إلى طريق النور، إلى الأنوار المشرقة، ورب هذا الدين هو الذي لا يعبَّر عنه بقلم أو بلسان أو بأفعال أو بأوصاف، لأنه أعظم وأكبر وأرفع من كل هذه الأشياء، لا تقدر طيبته ورحمته التي وسعت كل شيء بأيّ من الأشكال، إنه رب السماوات والأرض، بسط الأرض ومهّدها للإنسان وجعله فيها خليفة له في أرضه، وخلق له الأنبياء والأولياء والرسل، الذين فُرِض عليهم توعية الإنسان وتعريفه بالخالق الكريم وبقدراته التي كبُرت على كل شيء، وأمْره بالمعروف ليتبع الدين السليم والطريق الصحيح الذي يجعل منه إنسانًا واعيًا صالحًا مرزوقًا بنعم وهبها الله من لطفه ورحمته الواسعة ليرزقه (جنات تجري من تحتها الأنهار خالدًا فيها). وينهيه عن المنكر لينصحه عن ترك ما حرّمه الله “وما حرّم الله شيئًا إلا وكان للإنسان “ضُرُّ وسُوء” ينهيه عن المعاصي والذنوب المحطِّمة والمدمِّرة للإنسان في دنياه قبل آخرته، التي تجعل الإنسان مبتذلًا ومنبوذًا ومخالفًا لرب خلق كل شيء وقادر على كل شيء، والتي تجرّه من طرق السلام وطرق الأنوار وطرق الرحمة والرضوان، وتأخذه ألى خَطّ الظلام والسوء، خَطّ الإسفاف والجهل!! وللأسف الشديد!!.
أَلِهَذَا خُلِقْنَا؟ كَلَّا وَأَلْفُ كَلَّا،
نَحنُ خُلِقنا لنَكُن أرفع وأعلى وأبجل من هذا المستوى المُتدنّي، مُستوى يجعل الإنسان يشتري دُنياه بآخرتِه!!.
{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}. الذاريات 56.