لم يذكر المؤرخون العراق إلا وغلفوا اسمه بوادي الرافدين ، لا بل إن اسمه لا يرفع إلا بواديه ، ولا يحلو طعم الحضارة إلا فيه ، غير أن زعامة الحاضر لاهية بما يعطيه من مال سحت او سرقة ثروات ماضيه ، وانتبه التاريخ وهو لا يسير مغمض العينين ، ليسجل أمام الجميع أن وادي الرافدين تشح مياهه بعد أن كانت ترفع الى زقورة بابل ، أو ليشرب منها نبوخذ نصر ، أو لتغتسل فيه عشتار ، وصاح التاريخ باكيا انقذوا أيقونة الزمان وبركة المكان ، فقد أن الاوان لعقد محكمة إدانة الجيران ، في شماله تركيا وعند شرقه إيران ، والعيب يكتب التاريخ ليس فيهم العيب في زعامات تقييئها الزمان بعيدا عني وفي غفلة مني ، ويسترسل التاريخ قائلا ،، لا لن اعرف العراق إلا برافديه ،والحضارات المقامة عليه ، والا سأبكيه ابد الدهر ، او ما حييت .